تمهيد لمسألة الانية والغيرية
يمثل الإحساس ب"الأنا" أكثر الأحاسيس الإنسانية يقينا ومباشرة فوجود"الأنا" وإدراك هذا الوجود هو إحساس نستشعره كل لحظة مع كل حركة نتحركها وعمل نؤديه وشعور ننفعل به.إن هذا الإحساس لا يغيب عنا مطلقا ولكنه قد يزداد حدة وكثافة حضور في حالات البأس وحين الاصطدام بصعوبات الحياة ومشاكلها؛ ما يجيئنا على حين غفلة وما نترقبه منها.
رغم يقينية ومباشرة هذا الإحساس ب"الأنا" فان تحديد ما يكون عليه هذا" الأنا" وحقيقته يضل موضوعا لا مفكر فيه بالنسبة لنا داخل الحياة اليومية .
غير إن هذه اللامبالاة قد تتحول إلى اهتمام حقيقي خاصة في حالة الاصطدام بوضعية قصوى؛ تلك الوضعيات التي نعجز معها على الفهم والإدراك واتخاذ القرار. تجعلنا هذه الوضعيات أمام ذواتنا مباشرة نواجه ما نعتقده أنه مصيرنا فتكون مناسبة لتنسل أسئلة عن حقيقة وجودنا، لا عهد لنا بطرحها في خضم وطأة اليومي وتغوله على كل فاعليتنا الذهنية والعملية.
يشار إلى هذه الأسئلة باعتبارها أسئلة خالدة؛وهي الأسئلة المتعلقة بالموت والحياة والقضاء والقدر والمال والمصير وإمكان الحياة بعد الموت.
إن ما يجعل من هذه الأسئلة خالدة هو كونها على قدمها، قدم ارتبط بنشأة الوعي البشري ذاته، فإنها ضلت مع ذلك دون إجابة حاسمة تغنينا عن إعادة طرحها.وهي خالدة من جهة كون تجربة طرحها ومحاولة البحث عن إجابة لها، إنما هو شان أنساني عام إذ يصعب فعليا أن يوجد إنسان لم يخض هذه التجربة.
يرتبط سؤال الإنسان عن نفسه إذا بالحيرة والتردد، وهي حيرة قد تأخذ أحيانا أشكالا مأساوية.
إذا كان طرح هذه الأسئلة قدر، فلعل الفلسفة هي الخطاب الأنسب لطرحها لما سبق وأن عيناه من مبررات في المدخل لباب "الإنساني بين الوحدة والكثرة".
يحيل سؤال الفلسفة على الإنسان بداية إلى مشكل " الآنية" في علاقتها ب"الغيرية".إذا ما اعتبرنا أن" الآنية" تفيد التحقق الفعلي للوجود الإنساني باعتبار الآنية هي مضمون "الإنساني" فضمن أية شروط تتحقق هذه الآنية؟هل في ربطها بالوحدة استبعادا للكثرة ما يعينها على نحو كلي؟وهل في اعتبار أن للإنسان جوهر ثابت هو ماهيته ما يضمن كونية هذا التحديد للإنساني؟وضمن أية شروط تتعين النفس العاقلة باعتبارها ماهية الإنسان داخل الفلسفة القديمة؟و بأي معني يقتضي هذا التحديد استبعاد الجسم من مجال تحديد الآنية وربطه بالغيرية؟(انظر نص ابن سينا "الشعور بالأنا")
يمثل" ديكارت" لحظة بارزة داخل تاريخ الفلسفة إلى حد اعتباره" أب الفلسفة الحديثة"،فما وجه الجدة في موقفه من بناء الآنية؟لقد جعل ديكارت من" التفكير" مبدأ الوجود ؛وجود الذات كما وجود العالم. فما دلالة ربط الآنية بالتفكير ؟وما هي استتباع هذا التصور على منزلة الجسد والعالم والآخر؟
سواء تعلق الأمر ب"ابن سينا" أو "بديكارت" فان تصورهما للآنية في الحالتين يتأسس على نفي وإقصاء الجسد والعالم والآخر والتاريخ والوعي إذ كون مجالها جميعا هو مجال الغيرية أي مجال ما هو هامشي وعرضي ،إلا أن تجربتنا المعيشة حتى في ابسط مستوياتها الحسية تبين لنا بشكل قاطع انه لا وجود لنا خارج الوجود الجسدي.فأية مراجعات يستوجبها إعادة النظر في منزلة الجسد على تصورنا للآنية؟(انظر نص تجربة الجسد لمرلوبنتي في كتاب العلوم.)
إن الاعتراف بقيمة الجسد واعتبار تحقق الآنية مشروطة به يبرر إعادة التفكير كذلك في حقيقة غرائزنا خاصة تلك ذات الأصل الجنسي.فأية وضعية تتخذها هذه الغرائز داخل حياتنا النفسية وما علاقتها الفعلية بوعينا؟( انظر نص الشعور واللاشعور لفرويد في الكتاب المدرسي)
مقاربة الآنية من جهة البعد الغريزي في الإنسان وان يجد مبرره في الممارسة العلمية داخل علم النفس التحليلي يمكن إن يضعنا في مأزق حقيقي يرتبط باستبعاد التاريخ.فهل يمكن فعليا تجاهل تاريخية الوعي في تحديد الآنية ؟أليس التاريخ هو اخص خصائص الوجود الإنساني؟(انظر نص ماركس الاساس التاريخي للوعي في الكتاب المدرسي)
سواء تعلق الأمر ،في إطار تحديد الآنية،بنفي غيرية الجسد أو اللاوعي أو التاريخ فإننا سننتهي حتما إلى نفي غيرية الآخر ؛ذلك أنه لا وجود ولا معنى للجسد والرغبة والتاريخ إلا في علاقة بالآخر،وهو ما يعني أن الآنية تضل مشروطة بداية بضرورة حضور الآخر حتى وان كان هذا الحضور حضورا عنيفا.(انظر نص الوعي بالذات يستوجب الوعي بالآخر لهيقل)
إلى أية نتائج تقودنا مجمل هذه التساؤلات حول الآنية والغيرية.وهل يمكن حقا بلوغ وتحديد تصور كلي للإنسان؟
والى أي حد يمثل مطلب الكلي باعتباره أفقا لبحث مسالة الآنية مطلبا مشروعا ؟ألا نخشى أن يتحول هذا المطلب إلى مجرد مغالطة غايتها الاختفاء وراء هذا المطلب لتكريس الهيمنة وتبرير استعباد الإنسان؟
يمثل الإحساس ب"الأنا" أكثر الأحاسيس الإنسانية يقينا ومباشرة فوجود"الأنا" وإدراك هذا الوجود هو إحساس نستشعره كل لحظة مع كل حركة نتحركها وعمل نؤديه وشعور ننفعل به.إن هذا الإحساس لا يغيب عنا مطلقا ولكنه قد يزداد حدة وكثافة حضور في حالات البأس وحين الاصطدام بصعوبات الحياة ومشاكلها؛ ما يجيئنا على حين غفلة وما نترقبه منها.
رغم يقينية ومباشرة هذا الإحساس ب"الأنا" فان تحديد ما يكون عليه هذا" الأنا" وحقيقته يضل موضوعا لا مفكر فيه بالنسبة لنا داخل الحياة اليومية .
غير إن هذه اللامبالاة قد تتحول إلى اهتمام حقيقي خاصة في حالة الاصطدام بوضعية قصوى؛ تلك الوضعيات التي نعجز معها على الفهم والإدراك واتخاذ القرار. تجعلنا هذه الوضعيات أمام ذواتنا مباشرة نواجه ما نعتقده أنه مصيرنا فتكون مناسبة لتنسل أسئلة عن حقيقة وجودنا، لا عهد لنا بطرحها في خضم وطأة اليومي وتغوله على كل فاعليتنا الذهنية والعملية.
يشار إلى هذه الأسئلة باعتبارها أسئلة خالدة؛وهي الأسئلة المتعلقة بالموت والحياة والقضاء والقدر والمال والمصير وإمكان الحياة بعد الموت.
إن ما يجعل من هذه الأسئلة خالدة هو كونها على قدمها، قدم ارتبط بنشأة الوعي البشري ذاته، فإنها ضلت مع ذلك دون إجابة حاسمة تغنينا عن إعادة طرحها.وهي خالدة من جهة كون تجربة طرحها ومحاولة البحث عن إجابة لها، إنما هو شان أنساني عام إذ يصعب فعليا أن يوجد إنسان لم يخض هذه التجربة.
يرتبط سؤال الإنسان عن نفسه إذا بالحيرة والتردد، وهي حيرة قد تأخذ أحيانا أشكالا مأساوية.
إذا كان طرح هذه الأسئلة قدر، فلعل الفلسفة هي الخطاب الأنسب لطرحها لما سبق وأن عيناه من مبررات في المدخل لباب "الإنساني بين الوحدة والكثرة".
يحيل سؤال الفلسفة على الإنسان بداية إلى مشكل " الآنية" في علاقتها ب"الغيرية".إذا ما اعتبرنا أن" الآنية" تفيد التحقق الفعلي للوجود الإنساني باعتبار الآنية هي مضمون "الإنساني" فضمن أية شروط تتحقق هذه الآنية؟هل في ربطها بالوحدة استبعادا للكثرة ما يعينها على نحو كلي؟وهل في اعتبار أن للإنسان جوهر ثابت هو ماهيته ما يضمن كونية هذا التحديد للإنساني؟وضمن أية شروط تتعين النفس العاقلة باعتبارها ماهية الإنسان داخل الفلسفة القديمة؟و بأي معني يقتضي هذا التحديد استبعاد الجسم من مجال تحديد الآنية وربطه بالغيرية؟(انظر نص ابن سينا "الشعور بالأنا")
يمثل" ديكارت" لحظة بارزة داخل تاريخ الفلسفة إلى حد اعتباره" أب الفلسفة الحديثة"،فما وجه الجدة في موقفه من بناء الآنية؟لقد جعل ديكارت من" التفكير" مبدأ الوجود ؛وجود الذات كما وجود العالم. فما دلالة ربط الآنية بالتفكير ؟وما هي استتباع هذا التصور على منزلة الجسد والعالم والآخر؟
سواء تعلق الأمر ب"ابن سينا" أو "بديكارت" فان تصورهما للآنية في الحالتين يتأسس على نفي وإقصاء الجسد والعالم والآخر والتاريخ والوعي إذ كون مجالها جميعا هو مجال الغيرية أي مجال ما هو هامشي وعرضي ،إلا أن تجربتنا المعيشة حتى في ابسط مستوياتها الحسية تبين لنا بشكل قاطع انه لا وجود لنا خارج الوجود الجسدي.فأية مراجعات يستوجبها إعادة النظر في منزلة الجسد على تصورنا للآنية؟(انظر نص تجربة الجسد لمرلوبنتي في كتاب العلوم.)
إن الاعتراف بقيمة الجسد واعتبار تحقق الآنية مشروطة به يبرر إعادة التفكير كذلك في حقيقة غرائزنا خاصة تلك ذات الأصل الجنسي.فأية وضعية تتخذها هذه الغرائز داخل حياتنا النفسية وما علاقتها الفعلية بوعينا؟( انظر نص الشعور واللاشعور لفرويد في الكتاب المدرسي)
مقاربة الآنية من جهة البعد الغريزي في الإنسان وان يجد مبرره في الممارسة العلمية داخل علم النفس التحليلي يمكن إن يضعنا في مأزق حقيقي يرتبط باستبعاد التاريخ.فهل يمكن فعليا تجاهل تاريخية الوعي في تحديد الآنية ؟أليس التاريخ هو اخص خصائص الوجود الإنساني؟(انظر نص ماركس الاساس التاريخي للوعي في الكتاب المدرسي)
سواء تعلق الأمر ،في إطار تحديد الآنية،بنفي غيرية الجسد أو اللاوعي أو التاريخ فإننا سننتهي حتما إلى نفي غيرية الآخر ؛ذلك أنه لا وجود ولا معنى للجسد والرغبة والتاريخ إلا في علاقة بالآخر،وهو ما يعني أن الآنية تضل مشروطة بداية بضرورة حضور الآخر حتى وان كان هذا الحضور حضورا عنيفا.(انظر نص الوعي بالذات يستوجب الوعي بالآخر لهيقل)
إلى أية نتائج تقودنا مجمل هذه التساؤلات حول الآنية والغيرية.وهل يمكن حقا بلوغ وتحديد تصور كلي للإنسان؟
والى أي حد يمثل مطلب الكلي باعتباره أفقا لبحث مسالة الآنية مطلبا مشروعا ؟ألا نخشى أن يتحول هذا المطلب إلى مجرد مغالطة غايتها الاختفاء وراء هذا المطلب لتكريس الهيمنة وتبرير استعباد الإنسان؟
tanks
ردحذفmerci beaucoup pour votre effort et votre aide
ردحذفشكرا جزيلا
ردحذفmouch s7i7
ردحذفnà9is barsha 7ajèt
ردحذفmerci
ردحذفmerci
ردحذفmerci bcp 3andi devoir philo nchallal njib fyh bel behi id3IWLI =p Aussi tnajam tzid tothri hal ma3loumet nchouf fyha mo5tazla chwaia
ردحذفشكرااااا
ردحذفc bien
ردحذفn7éb rep 3la sujet tawa miselich
ردحذفthanx so mutch
ردحذفMerci beaucoup
ردحذفشكرا
ردحذفشكرااا
ردحذفشكرن
ردحذف