كل ما يتعلق بالفلسفة في الباكالوريا التونسية دروس فلسفة، منهجية المقال، دراسات فلسفية الانية والغيرية الانساني بين الوحدة والكثرة
الخميس، 27 مايو 2010
التواصل والأنظمة الرمزية
المقدمة:
الإنساني انفتاح الإنـّية على الغيرية
تحقق البينذاتية في التاريخ
وسائط للتواصل مع الغيرالأنظمة الرّمزيةكثرة الأنظمة: اللغة و المقدس و الصورة...
تنوع داخل النظام الرّمزي الواحد:
اللغة : تنوع الألسن
المقدس : تنوع الأديان
الصورة : تنوع مجالات الصورة
المقدمة : بناء المشكل
إذا اعتبرنا الإنسان كائنا رامزا٬ بمَ نفسّر تعدّد الأنظمة الرمزية؟
هل يُرَدُّ ذلك إلى تعدّد ملكات الإنسان المساهمة في إبداع الرموز؟
أم إلى عوامل تاريخية ؟ هل يحملنا واقع تمايزها على المفاضلة بينها؟
ألا يجدر بنا تجاوز ادّعاء تفاضلها لنؤكّد تقاطعها في تحقيق مطلب التواصل؟I
. الرمز: دلالته وتعدّد أنظمته
الرمز : تمثيل حسّي لمعنى ذهني باعتماد علاقة مماثلة أو إيحاء بينهما تمكـّن الفكر من تأويل الشكل الحسّي و فهمه من أجل تمثـّل المعنى
(انظر التدقيقات المفهومية في الكتاب المدرسي ص148)
كلمة Symbole متأتية من الإغريقية sum-bolein و تتضمن معنى الجمع و الربط بين أمرين
علامة تعارف تتكون من نصفين عندما نجمعهما يكونان بمثابة كلمة السرّ. معجم المصطلح التقني و النقدي للفلسفة لالاند ص158
* تشير الكلمة في التقليد الإغريقي إلى شيء مثل آنية أو ميدالية يقسم إلى نصفين بين شخصين٬ ضيف و مضيف أو دائن و مدين و بجمع النصفين يكتمل الشكل ليدل به كل منهما على هويته و يثبت طبيعة صلته بالآخر فهو تذكار ضيافة و تعارف و اعتراف بالجميل وتوثيق صلة
الرمز في الأصل يحيل إلى التوجه إلى الآخر و التواصل بين الإنسان والإنسان من خلال ربط شكلين منشطرين بمعنى يوحدهما
”ما دام الإنسان قد خرج من العالم المادي الصرف فإنه يعيش في عالم رمزي و ما اللغة و الأسطورة و الفن و الدين إلا أجزاء من هذا العالم فهذه هي الخيوط المتنوعة التي تحاك منها الشبكة الرمزية أعني النسيج المعقد للتجارب الإنسانية“
محاولة في الإنسان كاسيرر (ص102 من الكتاب المدرسي)
يتميز الإنسان بملكة الترميز أو الوظيفة الرمزية
الرمز انفتاح على الغير قصد التواصل من خلال أنظمة متنوعة
الوظيفة الرمزية متعددة من جهة إنتاجاتها و تجلياتها
يشكل كل تعبير رمزي نظاما قائما بذاته و متفاعلا مع سائر الأنظمة الأخرى
بأي معنى نفهم هذا التعدد؟ هل يعني تفاضلا بينها يؤكد قيمة أحدها و إقصاء البقية؟ أم هو تمايز يؤكد تنوعها وثراء عالم الإنسان ؟
II تمايز الأنظمة الرمزية أوجهه و حدوده
1. نظام اللغة
“اللغة نسق من العلامات“ دي سوسير
(الهامش ص 110 من الكتاب المدرسي)
اللغة منظومة من العلامات علاقة الدال بالمدلول فيها اعتباطية ناتجة عن اصطلاح مجموعة لسانية
“إن اللغة تؤسس هذه التحويلات للتسمية المصطلح عليها بالمجاز و التي هي عامل بالغ القوة في الإثراء المفهومي إنها ترتب القضايا في مجال الاستدلال فتصبح أداة الفكر المنطقي“ مسائل في الألسنية العامة بنفنيست ص 29
تعبر اللغة عن مجالات التجربة الإنسانية في العالم:
التواصل اليومي: المنفعة
في الفن : قيمة الجمال
في العلم : معرفة الحقيقة
”إن ملكة الترميز تبلغ عند الإنسان أقصى تحققها في اللغة التي هي التعبير الرمزي بامتياز ...ما من قوة تستطيع أبدا أن تضاهي (اللغة) تلك التي تفعل الكثير بالقليل“
مسائل في الألسنية العامة بنفنيست ص 29
تتميز اللغة بخاصية التمفصل مما يضفي عليها ميزة المرونة والاقتصاد في المجهود
يقتصر التواصل اللغوي غالبا على أفراد لسان مجتمع معين
2. نظام المقدس
“الإنسان الديني يؤمن دائما بأن حقيقة مطلقة موجودة دائما و أعني بها المقدس الذي يخترق هذا العالم و يتجلـّى فيه في نفس الوقت“ المقدس و الدنيوي إلياد (ص 131 من الكتاب المدرسي)
يتضمن الدين معتقدات ترتبط بعلاقة الإنسان بالمقدس
هناك تواصل في الدين عموديا بين المؤمن و المقدس أو أفقيا بين المؤمنين من خلال المقدس
النص الديني لغة
الطقوس الدينية تعابير جسدية
المكان و الزمان و ظواهر الطبيعة تجليات للمقدس في العالم
”الأسطورة نسق من التواصل...يمكن أن يتشكل في خطاب مكتوب لكن أيضا في صورة فوتوغرافية و في السينما وفي التحقيقات الإعلامية و في الرياضة و في الإشهار. كل ذلك يصلح أن يكون حاملا للقول الأسطوري“ بارط الكتاب المدرسي ص141
نلاحظ تنوع أدوات الرمز الديني
يحقق الرمز الديني وظيفة تماسك مجتمع معين
3. نظام الصورة
الصورة : ظهور ما هو بصري أو مرئي في العالم حاملا لمعنى
تنوع تقنيات و أدوات الصورة عبر التاريخ :
الأيقونة الدينية
اللوحة في الرسم
السينما و التلفاز
الحاسوب
تتنوع مضامين الصورة بحسب مجالات ظهورها:
• المضمون القدسي في الإيقونة الدينية
• المضمون الجمالي في الفن
• المضمون النفعي في الصورة الإشهارية
“إن الصورة غالبا ما تكون أكثر قابلية للتصديق“
دي براي حياة الصورة و موتها (ص 143 من الكتاب المدرسي)
الصورة في مجتمع الفرجة أو المشهد أضحت قادرة على تقليص المسافات و تجاوز الاختلافات الثقافية الصورة أكثر قدرة على الإيصال من اللغة و الدين
الخصائص هذه المقارنات بين الأنظمة الرمزية يمكن أن تحملنا على الاعتقاد بأن المفاضلة بينها لها ما يبررهاالإنساني انفتاح الإنـّية على الغيرية
تحقق البينذاتية في التاريخ
وسائط للتواصل مع الغيرالأنظمة الرّمزيةكثرة الأنظمة: اللغة و المقدس و الصورة...
تنوع داخل النظام الرّمزي الواحد:
اللغة : تنوع الألسن
المقدس : تنوع الأديان
الصورة : تنوع مجالات الصورة
المقدمة : بناء المشكل
إذا اعتبرنا الإنسان كائنا رامزا٬ بمَ نفسّر تعدّد الأنظمة الرمزية؟
هل يُرَدُّ ذلك إلى تعدّد ملكات الإنسان المساهمة في إبداع الرموز؟
أم إلى عوامل تاريخية ؟ هل يحملنا واقع تمايزها على المفاضلة بينها؟
ألا يجدر بنا تجاوز ادّعاء تفاضلها لنؤكّد تقاطعها في تحقيق مطلب التواصل؟I
. الرمز: دلالته وتعدّد أنظمته
الرمز : تمثيل حسّي لمعنى ذهني باعتماد علاقة مماثلة أو إيحاء بينهما تمكـّن الفكر من تأويل الشكل الحسّي و فهمه من أجل تمثـّل المعنى
(انظر التدقيقات المفهومية في الكتاب المدرسي ص148)
كلمة Symbole متأتية من الإغريقية sum-bolein و تتضمن معنى الجمع و الربط بين أمرين
علامة تعارف تتكون من نصفين عندما نجمعهما يكونان بمثابة كلمة السرّ. معجم المصطلح التقني و النقدي للفلسفة لالاند ص158
* تشير الكلمة في التقليد الإغريقي إلى شيء مثل آنية أو ميدالية يقسم إلى نصفين بين شخصين٬ ضيف و مضيف أو دائن و مدين و بجمع النصفين يكتمل الشكل ليدل به كل منهما على هويته و يثبت طبيعة صلته بالآخر فهو تذكار ضيافة و تعارف و اعتراف بالجميل وتوثيق صلة
الرمز في الأصل يحيل إلى التوجه إلى الآخر و التواصل بين الإنسان والإنسان من خلال ربط شكلين منشطرين بمعنى يوحدهما
”ما دام الإنسان قد خرج من العالم المادي الصرف فإنه يعيش في عالم رمزي و ما اللغة و الأسطورة و الفن و الدين إلا أجزاء من هذا العالم فهذه هي الخيوط المتنوعة التي تحاك منها الشبكة الرمزية أعني النسيج المعقد للتجارب الإنسانية“
محاولة في الإنسان كاسيرر (ص102 من الكتاب المدرسي)
يتميز الإنسان بملكة الترميز أو الوظيفة الرمزية
الرمز انفتاح على الغير قصد التواصل من خلال أنظمة متنوعة
الوظيفة الرمزية متعددة من جهة إنتاجاتها و تجلياتها
يشكل كل تعبير رمزي نظاما قائما بذاته و متفاعلا مع سائر الأنظمة الأخرى
بأي معنى نفهم هذا التعدد؟ هل يعني تفاضلا بينها يؤكد قيمة أحدها و إقصاء البقية؟ أم هو تمايز يؤكد تنوعها وثراء عالم الإنسان ؟
II تمايز الأنظمة الرمزية أوجهه و حدوده
1. نظام اللغة
“اللغة نسق من العلامات“ دي سوسير
(الهامش ص 110 من الكتاب المدرسي)
اللغة منظومة من العلامات علاقة الدال بالمدلول فيها اعتباطية ناتجة عن اصطلاح مجموعة لسانية
“إن اللغة تؤسس هذه التحويلات للتسمية المصطلح عليها بالمجاز و التي هي عامل بالغ القوة في الإثراء المفهومي إنها ترتب القضايا في مجال الاستدلال فتصبح أداة الفكر المنطقي“ مسائل في الألسنية العامة بنفنيست ص 29
تعبر اللغة عن مجالات التجربة الإنسانية في العالم:
التواصل اليومي: المنفعة
في الفن : قيمة الجمال
في العلم : معرفة الحقيقة
”إن ملكة الترميز تبلغ عند الإنسان أقصى تحققها في اللغة التي هي التعبير الرمزي بامتياز ...ما من قوة تستطيع أبدا أن تضاهي (اللغة) تلك التي تفعل الكثير بالقليل“
مسائل في الألسنية العامة بنفنيست ص 29
تتميز اللغة بخاصية التمفصل مما يضفي عليها ميزة المرونة والاقتصاد في المجهود
يقتصر التواصل اللغوي غالبا على أفراد لسان مجتمع معين
2. نظام المقدس
“الإنسان الديني يؤمن دائما بأن حقيقة مطلقة موجودة دائما و أعني بها المقدس الذي يخترق هذا العالم و يتجلـّى فيه في نفس الوقت“ المقدس و الدنيوي إلياد (ص 131 من الكتاب المدرسي)
يتضمن الدين معتقدات ترتبط بعلاقة الإنسان بالمقدس
هناك تواصل في الدين عموديا بين المؤمن و المقدس أو أفقيا بين المؤمنين من خلال المقدس
النص الديني لغة
الطقوس الدينية تعابير جسدية
المكان و الزمان و ظواهر الطبيعة تجليات للمقدس في العالم
”الأسطورة نسق من التواصل...يمكن أن يتشكل في خطاب مكتوب لكن أيضا في صورة فوتوغرافية و في السينما وفي التحقيقات الإعلامية و في الرياضة و في الإشهار. كل ذلك يصلح أن يكون حاملا للقول الأسطوري“ بارط الكتاب المدرسي ص141
نلاحظ تنوع أدوات الرمز الديني
يحقق الرمز الديني وظيفة تماسك مجتمع معين
3. نظام الصورة
الصورة : ظهور ما هو بصري أو مرئي في العالم حاملا لمعنى
تنوع تقنيات و أدوات الصورة عبر التاريخ :
الأيقونة الدينية
اللوحة في الرسم
السينما و التلفاز
الحاسوب
تتنوع مضامين الصورة بحسب مجالات ظهورها:
• المضمون القدسي في الإيقونة الدينية
• المضمون الجمالي في الفن
• المضمون النفعي في الصورة الإشهارية
“إن الصورة غالبا ما تكون أكثر قابلية للتصديق“
دي براي حياة الصورة و موتها (ص 143 من الكتاب المدرسي)
الصورة في مجتمع الفرجة أو المشهد أضحت قادرة على تقليص المسافات و تجاوز الاختلافات الثقافية الصورة أكثر قدرة على الإيصال من اللغة و الدين
هل هناك ما يبرر للمفاضلة بين نظام رمزي و آخر على نحو مطلق ؟
هل يمكن الاكتفاء بنظام رمزي واحد لفهم عالم الإنسان؟
المقصود بالتمايز إجراء فصل منهجي و مقارنة لإبراز خصوصية كل نظام رمزي مقارنة بالأنظمة الأخرى
التمايز: بحسب معيار تختاره الذات
بحسب طبيعة الموضوع أي النظام الرمزي ذاته
نتبيّن محدودية التمايز من التداخل الواقعي الذي بينها:
المقدس قد يظهر في اللغة و الصورة
اللغة تعبر عن المقدس في صور تتجاوز المرئي للمجاز
الصورة الدينية هي لغة المقدس
إن محدودية التمايز تدعونا للنظر في الوحدة وراء الكثرة ورصد أوجه التقاطع من جهة أسسها و قيمتها
III. تقاطع الأنظمة الرمزية: أسسه و قيمته
” على الفكر الفلسفي أن يستكشف وحدة الفعل في ذلك التنوع والتكثـّر الذي لا يحصى في الصور الأسطورية و العقائد الدينية والأشكال اللغوية و الآثار الفنية“
محاولة في الإنسان كاسيرر ص139
” على الفكر الفلسفي أن يستكشف وحدة الفعل في ذلك التنوع والتكثـّر الذي لا يحصى في الصور الأسطورية و العقائد الدينية والأشكال اللغوية و الآثار الفنية“
محاولة في الإنسان كاسيرر ص139
1. من جهة الأسس : النظر في بنية الرمزيردّ كل الرمز في نهاية التحليل إلى عنصرين و علاقة :
رامز مرموز إليه
بينهما علاقة تمثيلية
رامز مرموز إليه
بينهما علاقة تمثيلية
2. من جهة القيمة: ما مطلب الإنسان من الرمز؟
قيمة معرفية في علاقة الإنسان بذاته: يتعرّف الإنسان على ذاته من خلال ما ينشئه من رموز و فهمه لإنتاجات الحضارة في التاريخ
قيمة تحررية في علاقة الإنسان بالطبيعة: الأنظمة الرمزية تحرر للإنسان من الحيوانية و إبداع لذاته
الأنظمة الرمزية إظهار للمعنى في الحسي و ظهور للإنسان في العالم بإضفاء المعنى عليه
قيمة إيتيقية في علاقة الذات بالغير: كل نظام رمزي ينشأ عن حاجة الإنسان إلى الخروج من إنيته والالتقاء بالغير قصد التواصل فهو مجال للعلاقة البينذاتية
ألا يمكن أن يساء فهم التأكيد على أوجه التقاطع بأن يفضي بنا إلى نظرة اختزالية ترد كل الأنظمة الرمزية إلى واحد؟
لا مبرر لاختزال عدة أنظمة رمزية في نظام واحد يعد نموذجا لبقية الأنظمة التي تعد تابعة
أن تعدد الأنظمة الرمزية ليس شتاتا لا ناظم له بل هو تنوع ينتظم ضمن وحدة و هي ليست وحدة مختزلة بل ثراء
تنوع الأنظمة الرمزية يعبر عن ثراء التجربة الإنسانية في العالم وضيق رمز واحد عن احتوائها
الأنظمة الرمزية كيفيات مختلفة من الإقبال على العالم
نرصد وراء كثرتها وحدة تحقق الإنساني في التاريخ
يعبِّر الرمز عما هو خصوصي لكنه ينشد الكوني الإنساني
قيمة معرفية في علاقة الإنسان بذاته: يتعرّف الإنسان على ذاته من خلال ما ينشئه من رموز و فهمه لإنتاجات الحضارة في التاريخ
قيمة تحررية في علاقة الإنسان بالطبيعة: الأنظمة الرمزية تحرر للإنسان من الحيوانية و إبداع لذاته
الأنظمة الرمزية إظهار للمعنى في الحسي و ظهور للإنسان في العالم بإضفاء المعنى عليه
قيمة إيتيقية في علاقة الذات بالغير: كل نظام رمزي ينشأ عن حاجة الإنسان إلى الخروج من إنيته والالتقاء بالغير قصد التواصل فهو مجال للعلاقة البينذاتية
ألا يمكن أن يساء فهم التأكيد على أوجه التقاطع بأن يفضي بنا إلى نظرة اختزالية ترد كل الأنظمة الرمزية إلى واحد؟
لا مبرر لاختزال عدة أنظمة رمزية في نظام واحد يعد نموذجا لبقية الأنظمة التي تعد تابعة
أن تعدد الأنظمة الرمزية ليس شتاتا لا ناظم له بل هو تنوع ينتظم ضمن وحدة و هي ليست وحدة مختزلة بل ثراء
تنوع الأنظمة الرمزية يعبر عن ثراء التجربة الإنسانية في العالم وضيق رمز واحد عن احتوائها
الأنظمة الرمزية كيفيات مختلفة من الإقبال على العالم
نرصد وراء كثرتها وحدة تحقق الإنساني في التاريخ
يعبِّر الرمز عما هو خصوصي لكنه ينشد الكوني الإنساني
مع تحيات الأستاذ:فتحي بن الحاج ابراهيم
الاثنين، 24 مايو 2010
الخميس، 13 مايو 2010
العمل التحضيري للنص الفلسفي
يتعلق تقويم عمل التلميذ في اختبار تحليل النص الفلسفي بالنظر في مدى نجاحه في:
- التفطن للمشكل الذي يثيره النص وصياغة الاحراجات المرتبطة ببناء عناصر المشكل كما حدده الكاتب.
- التفطن للحل الذي يقترحه كاتب النص للمشكل أي التفطن لأطروحة النص وتحليلها وشرحها وتفسيرها.
- إبراز نظام الحجاج الذي اعتمده الكاتب بهدف إثبات وجاهة موقفه.
- فحص قيمة أطروحة الكاتب ووجاهة موقفه بتحديد مكاسبها وحدودها.
للإيفاء بهذه المقتضيات المنهجية والمعرفية يجب على التلميذ تفكيك النص و هو العمل الذي ينجز في إطار "العمل التحضيري" على المسودة ويمكن انجازه بإتباع الخطوات التالية المتمثلة في تخصيص مجموعة من القراءات المركزة للنص يعمد التلميذ خلال كل قراءة منها على انجاز مهمة تفصيلية محددة:
- القراءة الأولى:
تحديد المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص ويتعلق الأمر في هذه الخطوة الأولى بتنزيل النص ضمن أحد محاور البرنامج مع الانتباه إلى إمكان تعلق هذا المشكل بأكثر من مسألة واحدة في إطار باب واحد من أبواب البرنامج.
تكمن أهمية هذه الخطوة في كونها ستكون المعيار الأساسي في عملية الاختيار للنص كموضوع للامتحان ذلك أن التفطن لتعلق النص بأحد مسائل البرنامج ومدى التمكن من هذه المسألة واستحضار مشكلها ومفاهيمها الأساسية يكون هو معيار اختيار النص من عدمه للاشتغال عليه.
يمكن انجاز هذه الخطوة من خلال الإجابة على السؤال التالي: ما هو موضوع النص؟ ما هو المشكل الذي يطرحه؟ أية قضية يثيرها؟
ما يجب تجنبه:
التسرع في قراءة وفهم قضية النص فننزل النص في مجال غير مجاله ونخرج بذلك تماما عن النص أو أن لا ننتبه إلى إمكان تعلق النص بأكثر من مجال واحد فيكون تحليلنا للنص تحليلا مبتورا.
القراءة الثانية:
جرد المفاهيم ورسم شبكتها:
الخطوة السابقة هي فقط خطوة تمهيدية بمعنى أنها تؤطر لنا النص تأطيرا عاما ولا تجعلنا ندخل النص بشكل جدي. فالنص هو لكاتب محدد وهو بالتالي وان يتناول أحد مسائل البرنامج فانه يتناولها من وجهة نظر الكاتب بما يعني أن
الكاتب يتناول هذا المشكل العام انطلاقا من زاوية نظر خاصة به هي. تتجلى هذه الخصوصية بداية في الدلالة التي يضفيها على المفاهيم والمعاني التي يعتمدها في بسط وتحليل أطروحته. وبالتالي فتحليل النص هو هذا الاشتغال على دلالة المفاهيم والمعاني الواردة في النص. إن الفيلسوف هو بوجه ما مبدع المفاهيم وهذا الإبداع لا يختزل في نحت واستحداث مفاهيم جديدة على نحو مطلق وإنما بإعادة شحن وتحديد دلالة معاني ومفاهيم سائدة بشحنة دلالية جديدة يتجلى من خلالها خصوصية تفكيره في المشكل العام الذي يتنزل فيه النص.
يجب الانتباه إذن إلى خصوصية المعاني و المفاهيم التي يعتمدها الكاتب وهو ما يمكن تحديده من خلال رسم شبكة المفاهيم أي بتبين العلاقات المنطقية التي من خلالها يتحدد بها كل مفهوم في سياق النص.
تنقسم هذه المهمة إلى جزئيين:
* جرد المفاهيم:
يستحسن أن نقوم في مرحلة أولى بتسطير كل المفاهيم والمعاني الواردة في النص ومن ثمة نقلها على المسودة. تتعلق الصعوبة في هذا المستوى بتحديد وتمييز الكلمات الأساسية( معاني ومفاهيم) عن الكلمات العادية. ويمكن تمييز هذه الكلمات الأساسية من خلال الوقوف عند الكلمات التي تثير إشكال في تحديد دلالتها باعتبارها تحيل على مستويات مختلفة من التفكير وإمكان ربطها بمرجعيات فلسفية وفكرية متعددة بالإضافة إلى الانتباه إلى مدى كثافة حضورها
وتكرارها داخل النص.
يستلزم تحليل دلالة هذه الكلمات الأساسية عملا مركزا وجديا يتطلب انجاز مجموعة من الخطوات :
+ في حالات عديدة يكون البحث في الدلالة اللغوية المباشرة للمفهوم هو السبيل لإمكان تحصيل دلالته لذلك يجب الابتداء بهذه المهمة
+ في مرحلة ثانية يكون من الأجدى العمل على محاولة تبين الدلالة المستبعدة لهذا المفهوم وذلك بإبراز ما لا يعنيه، ما لا يقصده الكاتب من استعماله. هذا الاستبعاد يمكن أن يتوزع على مستويين : مستوى استبعاد الدلالة الشائعة التي تحيل على التفكير العامي في ما يمكن أن يحيل عليه هذا المفهوم، كما استبعاد موقف فلسفي مغاير يعطي لذات المفهوم دلالة مغايرة ليست هي التي يقصدها الكاتب.
ملاحظة: هذا الاستبعاد يمكن أن يكون مباشرا وصريحا داخل النص ينبه له الكاتب بشكل مباشر، ويمكن استخلاصه من خلال الانتباه للروابط المنطقية حين يسبق هذه المفاهيم أدوات نفي أو استدراك أو كل صيغة، بشكل عام يمكن
أن نفهم منها الاستبعاد. وقد لا يكون مباشرا فيجب أن نحاول استجلائه ضمنيا سواء بالتفكير في دلاله هذه المفاهيم عند
فلاسفة آخرين أو في إطار استعمالات هذه الكلمات المفاتيح داخل التفكير العامي.
+ أخيرا محاولة تحديد الدلالة المقصودة من المفهوم حسب سياق النص من خلال العمل على استجلائه بتوسط النظر في علاقة المفهوم بالمفاهيم المجاورة له أو المتقابلة معه. تستوجب هذه المهمة الانتباه جيدا للروابط المنطقية
داخل النص.هذه الروابط سواء كانت صيغ نفي أو إثبات أو صيغ تعليل وتفسير أو دحض واستدراك هي التي تمكننا من تحديد ما يقصده الكاتب، وعدم الانتباه لهذه الأدوات يمكن أن يجرنا لسوء فهم أطروحة الكاتب.
ما يجب تجنبه:
+ إهمال أحد الكلمات الأساسية داخل النص نتيجة التسرع وعدم التركيز لذلك فانه يجب قراءة النص بتأن وتثبت.
+ عدم التمييز بين الكلمة الأساسية والكلمات العادية
+ عدم الانتباه للروابط المنطقية.
* رسم شبكة المفاهيم:
تمكننا الخطوة السابقة من رسم شبكة المفاهيم بمعنى إعادة تنظيم المفاهيم في مستويين نضع في كل مستوى المفاهيم المتجاورة مع بعضها في علاقة بالمفهوم المركزي الذي يدور حوله النص فيكون لنا مجموعتين من المفاهيم: مجموعة
أولى تحيلنا على موقف/أطروحة الكاتب ومجموعة ثانية تحيلنا على الموقف الذي يستبعده الكاتب، وهي الدلالات التي حددناها في إطار الدلالة المستبعدة سواء كانت صريحة أو ضمنية.
ملاحظة: المفهوم المركزي داخل النص يمكن تحديده اعتمادا على مجموعة من المؤشرات:
+ انطلاقا من التساؤل عن قضية النص.
+ المفهوم المركزي هو غالبا أحد معاني مسألة ما من مسائل البرنامج.
+النظر في مدى كثافة وحضور مفهوم ما داخل النص.
+ النظر في مضمون السؤال الأول من الجهاز البيداغوجي.
ما يجب تجنبه:
+ عدم الانتباه إلى أدوات الربط المنطقية فنقع في خلط وسوء فهم لمقصود الكاتب فكل معنى يتخذ دلالته في سياق النص وهذا السياق يتحدد انطلاقا من علاقة هذا المعنى ببقية المعاني سواء تجاورا أو تقابلا حسب أداة الربط
المنطقية التي يرتبطان من خلالها.
*القراءة الثالثة: صياغة أطروحة النص والأطروحة المستبعدة:
انطلاقا من العمل السابق يتيسر لنا تحديد أطروحة الكاتب بشكل دقيق بصياغة الأفكار والمعاني التي انتهينا إليها من عملية رسم شبكة المفاهيم. تكون صياغة الأطروحة على أساس تحديد دلالة محددة للمفهوم المركزي / المشكل داخل النص في علاقة بمضمون المفاهيم المجاورة له. بينما يكون تحديد الأطروحة المستبعدة، سواء كانت صريحة أو ضمنية بتحديد الفكرة الحاصلة لدينا من علاقة الاستبعاد التي يقرها الكاتب ما بين المفهوم المركزي والمجموعة الثانية من
المفاهيم( المفاهيم المستبعدة).
ملاحظة:
تكون صياغة الأطروحة المثبتة صياغة تقريرية تحوي وجوبا:
+ صيغة إثبات: يؤكد الكاتب، يثبت الكاتب...
+ المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص
+ موقف الكاتب من هذا المشكل: تحديد الدلالة المقصودة للمفهوم المركزي في سياق النص.
أما الأطروحة المستبعدة فتكون صياغتها على النحو التالي:
+ صيغة نفي: يستبعد الكاتب، يدحض الكاتب..
+ المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص.
+ موقف الكاتب من هذا المشكل: تحديد الدلالة المستبعدة للمفهوم
المركزي في سياق النص.
القراءة الرابعة: تحديد إشكالية النص:
إن الانتهاء من جملة المهام السابقة يتيح لنا تحديد إشكالية النص بشكل دقيق باعتبار أن الإشكالية هي زاوية النظر المخصوصة التي يتناول من خلالها الكاتب المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص. هذه الإشكالية يمكن تبينها
من خلال مصادمة الأطروحة المثبتة بالأطروحة المستبعدة. تكون صياغة الإشكالية صياغة تساؤلية ضمن بنية منطقية متدرجة يتضح من خلالها مسار التحليل ورهاناته.
يمكن صياغة الإشكالية على النحو التالي:
+ سؤال أول يتضمن المشكل العام للنص.
+ سؤال ثان يحوي مضمون الأطروحة المستبعدة
+ سؤال ثالث يحوي مضمون الأطروحة المثبتة
+ سؤال رابع وأخير يحوي تساؤل نقدي عن حدود الأطروحة.
ما يجب تجنبه:
+ إعادة استنساخ أسئلة النص على اعتبار كونها الإشكالية.
+ كثرة الأسئلة وتعددها وعدم وجود رابط منطقي بينها.
غياب السؤال النقدي عن بناء الإشكالية.
* القراءة الخامسة: القراءة الخطية للنص
يتعلق هذا المستوى من العمل التحضيري بتحديد البنية المنطقية للنص أي تبين التدرج الذي سلكه الكاتب للبرهنة على أطروحته. تتحدد بنية النص انطلاقا من الانتباه إلى الروابط المنطقية التي تحكم حركة النص. وتحديد تمفصلات النص يستلزم تتبع حركة النص بشكل تفصيلي من خلال شرح كل فكرة/ جملة بشكل تفصيلي آخذين بعين الاعتبار الروابط المنطقية التي تبدأ بها كل جملة.
يمكن انجاز هذه المهمة اعتمادا على محاولة الإجابة في كل مرة( في خصوص كل جملة) على الأسئلة الأربعة التالية:
1/ تحديد منطوق
النص: ما الذي يريد الكاتب قوله داخل هذه الجملة؟ والإجابة عن هذا السؤال يستوجب تحديد دلالة المفاهيم والمعاني الواردة داخل الجملة. وهنا يجب الانتباه جيدا إلى النعوت التي يستعملها الكاتب( عدم الانتباه إلى نعت سلبي مثلا يتصل بمعنى ما يمكن أن يؤدي إلى فهم عكسي) كما لأدوات الربط أهمية خاصة( عدم الانتباه خاصة للاستدراك يؤدي لفهم عكسي كذلك). يتعلق الأمر في هذا المستوى تحديدا بتحديد منطوق الجملة بصياغتها اعتمادا على معطيين رئيسيين: دلالة أداة الربط ودلالة الكلمة الأساسية في هذه الجملة؛ ويتم انجاز هذه المهمة بالاستعانة بما سبق انجازه في القراءة الثانية من تحديد دلالة المفاهيم.
2/ تحديد مسلمات وضمنيات موقف الكاتب: ما هي مسلمات ما يقوله الكاتب؟ على ماذا يتأسس موقفه؟ ما الذي يعتبره الكاتب يقيني لا يحتاج لبرهنة أو تعريف ؟ ما هي ضمنيات موقفه؟
3/ حجاج النص: ما الذي يدعم قول الكاتب؟ ما هي الحجج التي تثبته؟ في حالة عدم إيراد الكاتب لحجج مباشرة لدعم موقفه يستحسن أن نبحث عن حجج من خارج النص حتى وان تعلق الأمر بعرض موقف مناقض لأطروحة الكاتب.
4/ إثراء التحليل: هل يذكرني ما قاله الكاتب بموقف فلسفي آخر يذهب في نفس اتجاه ما قاله الكاتب؟ هل هناك موقف فلسفي الكاتب بصدد محاورته؟ هل هناك موقف يماثل/ يقارب موقف الكاتب؟ هل هناك موقف يناقض يختلف عن موقف الكاتب؟
ملاحظة: انجاز هذه القراءة الخطية للنص ليست غير عمل تحضيري توفر لنا المادة الاولى التي يجب اعادة بناءها وتنظيمها في إطار تخطيط محكم يستثمر العمل السابق دون أن يتقيد به.
القراءة السادسة: انجاز مقدمة كاملة للمقال على المسودة.
وحيد الغماري
- التفطن للمشكل الذي يثيره النص وصياغة الاحراجات المرتبطة ببناء عناصر المشكل كما حدده الكاتب.
- التفطن للحل الذي يقترحه كاتب النص للمشكل أي التفطن لأطروحة النص وتحليلها وشرحها وتفسيرها.
- إبراز نظام الحجاج الذي اعتمده الكاتب بهدف إثبات وجاهة موقفه.
- فحص قيمة أطروحة الكاتب ووجاهة موقفه بتحديد مكاسبها وحدودها.
للإيفاء بهذه المقتضيات المنهجية والمعرفية يجب على التلميذ تفكيك النص و هو العمل الذي ينجز في إطار "العمل التحضيري" على المسودة ويمكن انجازه بإتباع الخطوات التالية المتمثلة في تخصيص مجموعة من القراءات المركزة للنص يعمد التلميذ خلال كل قراءة منها على انجاز مهمة تفصيلية محددة:
- القراءة الأولى:
تحديد المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص ويتعلق الأمر في هذه الخطوة الأولى بتنزيل النص ضمن أحد محاور البرنامج مع الانتباه إلى إمكان تعلق هذا المشكل بأكثر من مسألة واحدة في إطار باب واحد من أبواب البرنامج.
تكمن أهمية هذه الخطوة في كونها ستكون المعيار الأساسي في عملية الاختيار للنص كموضوع للامتحان ذلك أن التفطن لتعلق النص بأحد مسائل البرنامج ومدى التمكن من هذه المسألة واستحضار مشكلها ومفاهيمها الأساسية يكون هو معيار اختيار النص من عدمه للاشتغال عليه.
يمكن انجاز هذه الخطوة من خلال الإجابة على السؤال التالي: ما هو موضوع النص؟ ما هو المشكل الذي يطرحه؟ أية قضية يثيرها؟
ما يجب تجنبه:
التسرع في قراءة وفهم قضية النص فننزل النص في مجال غير مجاله ونخرج بذلك تماما عن النص أو أن لا ننتبه إلى إمكان تعلق النص بأكثر من مجال واحد فيكون تحليلنا للنص تحليلا مبتورا.
القراءة الثانية:
جرد المفاهيم ورسم شبكتها:
الخطوة السابقة هي فقط خطوة تمهيدية بمعنى أنها تؤطر لنا النص تأطيرا عاما ولا تجعلنا ندخل النص بشكل جدي. فالنص هو لكاتب محدد وهو بالتالي وان يتناول أحد مسائل البرنامج فانه يتناولها من وجهة نظر الكاتب بما يعني أن
الكاتب يتناول هذا المشكل العام انطلاقا من زاوية نظر خاصة به هي. تتجلى هذه الخصوصية بداية في الدلالة التي يضفيها على المفاهيم والمعاني التي يعتمدها في بسط وتحليل أطروحته. وبالتالي فتحليل النص هو هذا الاشتغال على دلالة المفاهيم والمعاني الواردة في النص. إن الفيلسوف هو بوجه ما مبدع المفاهيم وهذا الإبداع لا يختزل في نحت واستحداث مفاهيم جديدة على نحو مطلق وإنما بإعادة شحن وتحديد دلالة معاني ومفاهيم سائدة بشحنة دلالية جديدة يتجلى من خلالها خصوصية تفكيره في المشكل العام الذي يتنزل فيه النص.
يجب الانتباه إذن إلى خصوصية المعاني و المفاهيم التي يعتمدها الكاتب وهو ما يمكن تحديده من خلال رسم شبكة المفاهيم أي بتبين العلاقات المنطقية التي من خلالها يتحدد بها كل مفهوم في سياق النص.
تنقسم هذه المهمة إلى جزئيين:
* جرد المفاهيم:
يستحسن أن نقوم في مرحلة أولى بتسطير كل المفاهيم والمعاني الواردة في النص ومن ثمة نقلها على المسودة. تتعلق الصعوبة في هذا المستوى بتحديد وتمييز الكلمات الأساسية( معاني ومفاهيم) عن الكلمات العادية. ويمكن تمييز هذه الكلمات الأساسية من خلال الوقوف عند الكلمات التي تثير إشكال في تحديد دلالتها باعتبارها تحيل على مستويات مختلفة من التفكير وإمكان ربطها بمرجعيات فلسفية وفكرية متعددة بالإضافة إلى الانتباه إلى مدى كثافة حضورها
وتكرارها داخل النص.
يستلزم تحليل دلالة هذه الكلمات الأساسية عملا مركزا وجديا يتطلب انجاز مجموعة من الخطوات :
+ في حالات عديدة يكون البحث في الدلالة اللغوية المباشرة للمفهوم هو السبيل لإمكان تحصيل دلالته لذلك يجب الابتداء بهذه المهمة
+ في مرحلة ثانية يكون من الأجدى العمل على محاولة تبين الدلالة المستبعدة لهذا المفهوم وذلك بإبراز ما لا يعنيه، ما لا يقصده الكاتب من استعماله. هذا الاستبعاد يمكن أن يتوزع على مستويين : مستوى استبعاد الدلالة الشائعة التي تحيل على التفكير العامي في ما يمكن أن يحيل عليه هذا المفهوم، كما استبعاد موقف فلسفي مغاير يعطي لذات المفهوم دلالة مغايرة ليست هي التي يقصدها الكاتب.
ملاحظة: هذا الاستبعاد يمكن أن يكون مباشرا وصريحا داخل النص ينبه له الكاتب بشكل مباشر، ويمكن استخلاصه من خلال الانتباه للروابط المنطقية حين يسبق هذه المفاهيم أدوات نفي أو استدراك أو كل صيغة، بشكل عام يمكن
أن نفهم منها الاستبعاد. وقد لا يكون مباشرا فيجب أن نحاول استجلائه ضمنيا سواء بالتفكير في دلاله هذه المفاهيم عند
فلاسفة آخرين أو في إطار استعمالات هذه الكلمات المفاتيح داخل التفكير العامي.
+ أخيرا محاولة تحديد الدلالة المقصودة من المفهوم حسب سياق النص من خلال العمل على استجلائه بتوسط النظر في علاقة المفهوم بالمفاهيم المجاورة له أو المتقابلة معه. تستوجب هذه المهمة الانتباه جيدا للروابط المنطقية
داخل النص.هذه الروابط سواء كانت صيغ نفي أو إثبات أو صيغ تعليل وتفسير أو دحض واستدراك هي التي تمكننا من تحديد ما يقصده الكاتب، وعدم الانتباه لهذه الأدوات يمكن أن يجرنا لسوء فهم أطروحة الكاتب.
ما يجب تجنبه:
+ إهمال أحد الكلمات الأساسية داخل النص نتيجة التسرع وعدم التركيز لذلك فانه يجب قراءة النص بتأن وتثبت.
+ عدم التمييز بين الكلمة الأساسية والكلمات العادية
+ عدم الانتباه للروابط المنطقية.
* رسم شبكة المفاهيم:
تمكننا الخطوة السابقة من رسم شبكة المفاهيم بمعنى إعادة تنظيم المفاهيم في مستويين نضع في كل مستوى المفاهيم المتجاورة مع بعضها في علاقة بالمفهوم المركزي الذي يدور حوله النص فيكون لنا مجموعتين من المفاهيم: مجموعة
أولى تحيلنا على موقف/أطروحة الكاتب ومجموعة ثانية تحيلنا على الموقف الذي يستبعده الكاتب، وهي الدلالات التي حددناها في إطار الدلالة المستبعدة سواء كانت صريحة أو ضمنية.
ملاحظة: المفهوم المركزي داخل النص يمكن تحديده اعتمادا على مجموعة من المؤشرات:
+ انطلاقا من التساؤل عن قضية النص.
+ المفهوم المركزي هو غالبا أحد معاني مسألة ما من مسائل البرنامج.
+النظر في مدى كثافة وحضور مفهوم ما داخل النص.
+ النظر في مضمون السؤال الأول من الجهاز البيداغوجي.
ما يجب تجنبه:
+ عدم الانتباه إلى أدوات الربط المنطقية فنقع في خلط وسوء فهم لمقصود الكاتب فكل معنى يتخذ دلالته في سياق النص وهذا السياق يتحدد انطلاقا من علاقة هذا المعنى ببقية المعاني سواء تجاورا أو تقابلا حسب أداة الربط
المنطقية التي يرتبطان من خلالها.
*القراءة الثالثة: صياغة أطروحة النص والأطروحة المستبعدة:
انطلاقا من العمل السابق يتيسر لنا تحديد أطروحة الكاتب بشكل دقيق بصياغة الأفكار والمعاني التي انتهينا إليها من عملية رسم شبكة المفاهيم. تكون صياغة الأطروحة على أساس تحديد دلالة محددة للمفهوم المركزي / المشكل داخل النص في علاقة بمضمون المفاهيم المجاورة له. بينما يكون تحديد الأطروحة المستبعدة، سواء كانت صريحة أو ضمنية بتحديد الفكرة الحاصلة لدينا من علاقة الاستبعاد التي يقرها الكاتب ما بين المفهوم المركزي والمجموعة الثانية من
المفاهيم( المفاهيم المستبعدة).
ملاحظة:
تكون صياغة الأطروحة المثبتة صياغة تقريرية تحوي وجوبا:
+ صيغة إثبات: يؤكد الكاتب، يثبت الكاتب...
+ المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص
+ موقف الكاتب من هذا المشكل: تحديد الدلالة المقصودة للمفهوم المركزي في سياق النص.
أما الأطروحة المستبعدة فتكون صياغتها على النحو التالي:
+ صيغة نفي: يستبعد الكاتب، يدحض الكاتب..
+ المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص.
+ موقف الكاتب من هذا المشكل: تحديد الدلالة المستبعدة للمفهوم
المركزي في سياق النص.
القراءة الرابعة: تحديد إشكالية النص:
إن الانتهاء من جملة المهام السابقة يتيح لنا تحديد إشكالية النص بشكل دقيق باعتبار أن الإشكالية هي زاوية النظر المخصوصة التي يتناول من خلالها الكاتب المشكل العام الذي يتنزل في إطاره النص. هذه الإشكالية يمكن تبينها
من خلال مصادمة الأطروحة المثبتة بالأطروحة المستبعدة. تكون صياغة الإشكالية صياغة تساؤلية ضمن بنية منطقية متدرجة يتضح من خلالها مسار التحليل ورهاناته.
يمكن صياغة الإشكالية على النحو التالي:
+ سؤال أول يتضمن المشكل العام للنص.
+ سؤال ثان يحوي مضمون الأطروحة المستبعدة
+ سؤال ثالث يحوي مضمون الأطروحة المثبتة
+ سؤال رابع وأخير يحوي تساؤل نقدي عن حدود الأطروحة.
ما يجب تجنبه:
+ إعادة استنساخ أسئلة النص على اعتبار كونها الإشكالية.
+ كثرة الأسئلة وتعددها وعدم وجود رابط منطقي بينها.
غياب السؤال النقدي عن بناء الإشكالية.
* القراءة الخامسة: القراءة الخطية للنص
يتعلق هذا المستوى من العمل التحضيري بتحديد البنية المنطقية للنص أي تبين التدرج الذي سلكه الكاتب للبرهنة على أطروحته. تتحدد بنية النص انطلاقا من الانتباه إلى الروابط المنطقية التي تحكم حركة النص. وتحديد تمفصلات النص يستلزم تتبع حركة النص بشكل تفصيلي من خلال شرح كل فكرة/ جملة بشكل تفصيلي آخذين بعين الاعتبار الروابط المنطقية التي تبدأ بها كل جملة.
يمكن انجاز هذه المهمة اعتمادا على محاولة الإجابة في كل مرة( في خصوص كل جملة) على الأسئلة الأربعة التالية:
1/ تحديد منطوق
النص: ما الذي يريد الكاتب قوله داخل هذه الجملة؟ والإجابة عن هذا السؤال يستوجب تحديد دلالة المفاهيم والمعاني الواردة داخل الجملة. وهنا يجب الانتباه جيدا إلى النعوت التي يستعملها الكاتب( عدم الانتباه إلى نعت سلبي مثلا يتصل بمعنى ما يمكن أن يؤدي إلى فهم عكسي) كما لأدوات الربط أهمية خاصة( عدم الانتباه خاصة للاستدراك يؤدي لفهم عكسي كذلك). يتعلق الأمر في هذا المستوى تحديدا بتحديد منطوق الجملة بصياغتها اعتمادا على معطيين رئيسيين: دلالة أداة الربط ودلالة الكلمة الأساسية في هذه الجملة؛ ويتم انجاز هذه المهمة بالاستعانة بما سبق انجازه في القراءة الثانية من تحديد دلالة المفاهيم.
2/ تحديد مسلمات وضمنيات موقف الكاتب: ما هي مسلمات ما يقوله الكاتب؟ على ماذا يتأسس موقفه؟ ما الذي يعتبره الكاتب يقيني لا يحتاج لبرهنة أو تعريف ؟ ما هي ضمنيات موقفه؟
3/ حجاج النص: ما الذي يدعم قول الكاتب؟ ما هي الحجج التي تثبته؟ في حالة عدم إيراد الكاتب لحجج مباشرة لدعم موقفه يستحسن أن نبحث عن حجج من خارج النص حتى وان تعلق الأمر بعرض موقف مناقض لأطروحة الكاتب.
4/ إثراء التحليل: هل يذكرني ما قاله الكاتب بموقف فلسفي آخر يذهب في نفس اتجاه ما قاله الكاتب؟ هل هناك موقف فلسفي الكاتب بصدد محاورته؟ هل هناك موقف يماثل/ يقارب موقف الكاتب؟ هل هناك موقف يناقض يختلف عن موقف الكاتب؟
ملاحظة: انجاز هذه القراءة الخطية للنص ليست غير عمل تحضيري توفر لنا المادة الاولى التي يجب اعادة بناءها وتنظيمها في إطار تخطيط محكم يستثمر العمل السابق دون أن يتقيد به.
القراءة السادسة: انجاز مقدمة كاملة للمقال على المسودة.
وحيد الغماري
السبت، 8 مايو 2010
درس من إنجاز الأستاذ: نجيب الأزرقمدخل إشكالي
في دواعي طرح المشكل:
- مسألة الحقيقة مسألة منطقية علمية عقلية كلية
- مسألة الجمال مسألة ذوقية فنية إحساسية شخصية
- مسألة الحقيقة جدية صارمة جديرة بالاهتمام
- مسالة الجمال خفيفة لعبية ثانوية
تنافر بين القيمتين من جهة: المجال ومعايير الحكم
التساؤل عن وجاهة الجمع بين هذا الزوج المفهومي : الجمال و الحقيقةبناء المشكل
على أي نحو يمكن التفكير في التجربة الفنية و أية وجاهة تبرر مقاربتها من جهة العلاقة بين الجمال والحقيقة ؟ وهل تستوفي المقاربة الإستيتيقية كل أبعاد هذه التجربة ؟ ألا يدعونا تنزيل البعد الجمالي ضمن كونية التجربة الإنسانية إلى التفكير في الجمال على نحو إيتيقي؟المحتوىمدخل إشكالي
1) المقاربة الميتافيزيقية للجمال
2) المقاربة الاستيتيقية للجمال : الأسس و الحدود
3) نحو استتيقا فلسفية
4) ايتيقا الجمال
في دواعي طرح المشكل:
- مسألة الحقيقة مسألة منطقية علمية عقلية كلية
- مسألة الجمال مسألة ذوقية فنية إحساسية شخصية
- مسألة الحقيقة جدية صارمة جديرة بالاهتمام
- مسالة الجمال خفيفة لعبية ثانوية
تنافر بين القيمتين من جهة: المجال ومعايير الحكم
التساؤل عن وجاهة الجمع بين هذا الزوج المفهومي : الجمال و الحقيقةبناء المشكل
على أي نحو يمكن التفكير في التجربة الفنية و أية وجاهة تبرر مقاربتها من جهة العلاقة بين الجمال والحقيقة ؟ وهل تستوفي المقاربة الإستيتيقية كل أبعاد هذه التجربة ؟ ألا يدعونا تنزيل البعد الجمالي ضمن كونية التجربة الإنسانية إلى التفكير في الجمال على نحو إيتيقي؟المحتوىمدخل إشكالي
1) المقاربة الميتافيزيقية للجمال
2) المقاربة الاستيتيقية للجمال : الأسس و الحدود
3) نحو استتيقا فلسفية
4) ايتيقا الجمال
استنتاجات
1) المقاربة الميتافيزيقية للجمال:
”إن هذه الأعمال [الفنية] تنتمي إلى المرتبة الثالثة بالنسبة إلى الحقيقة، إنهم [ الشعراء] لا يخلقون إلا أوهاما لا أشياء حقيقية“أفلاطون، الكتاب المدرسي ص 336إشكالية الحقيقة : الإشكالية المركزية التي إليها تردّ كل مباحث الفلسفة الأفلاطونية ( الوجودية و المعرفية و الأخلاقية ...).
الحقيقة: - الحقيقة في الوجود هي الثابت // - الحقيقة في المعرفة هي الكلي
ثنائية وجودية: - عالم المحسوس //- عالم المعقول
ثنائية معرفية: - الوهم //- الحقيقةالنشاط الفني:
* طبيعته: يحاكي الطبيعة (مثال السرير)
* قيمته و منزلته :
- القيمة الوجودية: أدنى مراتب الوجود لأنه يحاكي الموجودات الحسية لا الوجود الحق: امتداد للتعالي على الطبيعة وجوديا.
- القيمة المعرفية: أدنى مراتب المعرفة لأنه ينتج صورا و خيالات لا المعرفة الحق: امتداد لمعارضة الحواس معرفيا.
- القيمة الأخلاقية: يثير الانفعالات وهي عائق أمام الخير أخلاقيا وأمام العدل سياسيا: امتداد لمقاومة الرغبة أخلاقيا وسياسيا.استنتاج:
- هيمنة اللوغوس (العقل، النظام، الكلي ) على الإيروس (الخيال والرغبة و الحساسية و الانفعالات...)
- الحكم الأفلاطوني على الفن ليس حكما جماليا و إنما هو محاكمة مدفوعة باعتبارات معرفية و أخلاقية و سياسية.
هذه المحاكمة لم تسمح بظهور مجال جمالي يكون مستقلا من جهة موضوعه و من جهة معايير الحكم فيه.
فضمن أية شروط يمكن أن يتم التفكير في الموضوع الجمالي والقيمة الجمالية في استقلال عن هيمنة سؤال الحقيقة ؟2) المقاربة الاستيتيقية للجمال: الأسس و الحدود
أ - تحرر العين : ميلاد الرؤية الجمالية
ب - تكوّن المبحث الجمالي : الإستتيقا
ج - حدود المقاربة الاستيتيقية
د - تحرر العين: ميلاد الرؤية الجمالية
الانطولوجيا الأفلاطونية (الحقيقة/الوهم)، الرؤية الأسطورية و السحرية و النظرة المسيحية (المقدس/المدنس) : عوائق ظهور الجمالي موضوعا و قيمة و رؤيةأ - شروط التحرر من هذه العوائق:
- تخلص الحساسية من هيمنة اللوغوس
- تخفيف الطبيعة من كثافة الحضور الديني و السحري و الماورائي
- إطلاق الحساسية (العين و الأذن) إنشاء و التقاء بجمالية المرئي”حين انسحب المريع ظهر الرائع“ دوبري
الفن ترك المرئي يفصح عن نفسه في الحساسية... جعله يتحدث عن نفسه لا عن عوالم أخرى. لعل هذا ما تعبّر عنه ”النزعة الطبيعية“ في الفن الحديث: ” لقد أدى تبخر العوالم الخلفية و الأساطيرية و الدينية إلى توجيه الرؤية نحو الحياة الدنيا. هكذا تم النظر لأول مرة و فجأة إلى الأشجار و الوجوه بما هي و كما هي بلا مسبقات ، أي في روعتها الدنيوية ” ريجيس دوبري حياة الصورة و موتها- ص 158ب - تكوّن المبحث الجمالي : الإستتيقا” الاستتيقا هي علم الجمال و هي تبحث في شروط الجمال و معاييره و نظرياته، و في الذوق الفني و في أحكام القيمة المتعلقة بالآثار الفنية... هي إذن دراسة الانفعال الحاصل عن مشاهدة أثر فني و ما يترتب عنه من أحكام جمالية تعكس ذوقا معينا، لهذا يسمي البعض الاستتيقا بأنها مبحث ملكة الحكم الجمالي بحيث يتم تصنيفها من بين العلوم المعيارية“ الكتاب المدرسي ص 377* استتيقا الابداع الفني : العبقرية ” إن الفن الجميل لا يمكن أن يكون إلا نتاجا للعبقرية... العبقرية هي الموهبة التي تعطي القاعدة للفن ” كانط، الكتاب المدرسي ص 392
العبقرية :
- موهبة طبيعية تبدع ما لا قاعدة له وما لا يُتعلم
- الأصالة خاصيتها الأولى
- الإبداع روحها
- الإلهام مصدر ما تنتجه من آثار فنيةج - التجربة الجمالية تجربة ذاتية إبداعية مستقلة* استتيقا الحكم الجمالي : الذوق ” الذوق هو ملكة الحكم الجمالي ” كانط
ضرورة تمييز الحكم الجمالي عن : - مقولات الذهن /- أوامر العقل العملي
” فالمرء يسمي ملائما ما يرضيه، و جميلا ما يسرّه، و خيرا ما يقدّره أي ما يعزو إليه قيمة موضوعية... و يمكن القول إنه من بين هذه الأنواع الثلاثة من الإرضاء فإن رضا الذوق بالجمال هو وحده الرضا النزيه و الحر، إذ لا تحمل على الرضا به أية مصلحة سواء مصلحة الحس أو مصلحة العقل ” كانط، الكتاب المدرسي ص 332
1) المقاربة الميتافيزيقية للجمال:
”إن هذه الأعمال [الفنية] تنتمي إلى المرتبة الثالثة بالنسبة إلى الحقيقة، إنهم [ الشعراء] لا يخلقون إلا أوهاما لا أشياء حقيقية“أفلاطون، الكتاب المدرسي ص 336إشكالية الحقيقة : الإشكالية المركزية التي إليها تردّ كل مباحث الفلسفة الأفلاطونية ( الوجودية و المعرفية و الأخلاقية ...).
الحقيقة: - الحقيقة في الوجود هي الثابت // - الحقيقة في المعرفة هي الكلي
ثنائية وجودية: - عالم المحسوس //- عالم المعقول
ثنائية معرفية: - الوهم //- الحقيقةالنشاط الفني:
* طبيعته: يحاكي الطبيعة (مثال السرير)
* قيمته و منزلته :
- القيمة الوجودية: أدنى مراتب الوجود لأنه يحاكي الموجودات الحسية لا الوجود الحق: امتداد للتعالي على الطبيعة وجوديا.
- القيمة المعرفية: أدنى مراتب المعرفة لأنه ينتج صورا و خيالات لا المعرفة الحق: امتداد لمعارضة الحواس معرفيا.
- القيمة الأخلاقية: يثير الانفعالات وهي عائق أمام الخير أخلاقيا وأمام العدل سياسيا: امتداد لمقاومة الرغبة أخلاقيا وسياسيا.استنتاج:
- هيمنة اللوغوس (العقل، النظام، الكلي ) على الإيروس (الخيال والرغبة و الحساسية و الانفعالات...)
- الحكم الأفلاطوني على الفن ليس حكما جماليا و إنما هو محاكمة مدفوعة باعتبارات معرفية و أخلاقية و سياسية.
هذه المحاكمة لم تسمح بظهور مجال جمالي يكون مستقلا من جهة موضوعه و من جهة معايير الحكم فيه.
فضمن أية شروط يمكن أن يتم التفكير في الموضوع الجمالي والقيمة الجمالية في استقلال عن هيمنة سؤال الحقيقة ؟2) المقاربة الاستيتيقية للجمال: الأسس و الحدود
أ - تحرر العين : ميلاد الرؤية الجمالية
ب - تكوّن المبحث الجمالي : الإستتيقا
ج - حدود المقاربة الاستيتيقية
د - تحرر العين: ميلاد الرؤية الجمالية
الانطولوجيا الأفلاطونية (الحقيقة/الوهم)، الرؤية الأسطورية و السحرية و النظرة المسيحية (المقدس/المدنس) : عوائق ظهور الجمالي موضوعا و قيمة و رؤيةأ - شروط التحرر من هذه العوائق:
- تخلص الحساسية من هيمنة اللوغوس
- تخفيف الطبيعة من كثافة الحضور الديني و السحري و الماورائي
- إطلاق الحساسية (العين و الأذن) إنشاء و التقاء بجمالية المرئي”حين انسحب المريع ظهر الرائع“ دوبري
الفن ترك المرئي يفصح عن نفسه في الحساسية... جعله يتحدث عن نفسه لا عن عوالم أخرى. لعل هذا ما تعبّر عنه ”النزعة الطبيعية“ في الفن الحديث: ” لقد أدى تبخر العوالم الخلفية و الأساطيرية و الدينية إلى توجيه الرؤية نحو الحياة الدنيا. هكذا تم النظر لأول مرة و فجأة إلى الأشجار و الوجوه بما هي و كما هي بلا مسبقات ، أي في روعتها الدنيوية ” ريجيس دوبري حياة الصورة و موتها- ص 158ب - تكوّن المبحث الجمالي : الإستتيقا” الاستتيقا هي علم الجمال و هي تبحث في شروط الجمال و معاييره و نظرياته، و في الذوق الفني و في أحكام القيمة المتعلقة بالآثار الفنية... هي إذن دراسة الانفعال الحاصل عن مشاهدة أثر فني و ما يترتب عنه من أحكام جمالية تعكس ذوقا معينا، لهذا يسمي البعض الاستتيقا بأنها مبحث ملكة الحكم الجمالي بحيث يتم تصنيفها من بين العلوم المعيارية“ الكتاب المدرسي ص 377* استتيقا الابداع الفني : العبقرية ” إن الفن الجميل لا يمكن أن يكون إلا نتاجا للعبقرية... العبقرية هي الموهبة التي تعطي القاعدة للفن ” كانط، الكتاب المدرسي ص 392
العبقرية :
- موهبة طبيعية تبدع ما لا قاعدة له وما لا يُتعلم
- الأصالة خاصيتها الأولى
- الإبداع روحها
- الإلهام مصدر ما تنتجه من آثار فنيةج - التجربة الجمالية تجربة ذاتية إبداعية مستقلة* استتيقا الحكم الجمالي : الذوق ” الذوق هو ملكة الحكم الجمالي ” كانط
ضرورة تمييز الحكم الجمالي عن : - مقولات الذهن /- أوامر العقل العملي
” فالمرء يسمي ملائما ما يرضيه، و جميلا ما يسرّه، و خيرا ما يقدّره أي ما يعزو إليه قيمة موضوعية... و يمكن القول إنه من بين هذه الأنواع الثلاثة من الإرضاء فإن رضا الذوق بالجمال هو وحده الرضا النزيه و الحر، إذ لا تحمل على الرضا به أية مصلحة سواء مصلحة الحس أو مصلحة العقل ” كانط، الكتاب المدرسي ص 332
الحكم الجمالي ذاتي مستقل كلّي و ضروري ”لاعتبارات ذاتية خالصة (...) أي غير قابل للتحديد بمفاهيم“د - حدود المقاربة الاستيتيقيةسيطرة مفهوم الحقيقة بالمعنى الوضعي (الموضوعية، التكميم) على المقاربة الاستيتيقية قد يغرقها في نزعة تقنوية، من مظاهرها :
- مقاربة كمية يغدو فيها الجمال بعدا قابلا للقيس
- مقاربة اختزالية ترجع الجمال إلى معايير معطاة سلفا
- مقاربة نقدية تبحث خارج الأثر عما تفسره به
ضياع الجمال في ما ليس منه3) نحو استتيقا فلسفية
لعل استنقاذ الجمال من مخاطر النزعة التقنوية العلموية التي نمطت الإبداع الجمالي إنما يكون باستئناف مقاربته لا على جهة ما هو موضوعي فيه، و إنما على جهة ما فيه من أبعاد الحضور و التدفق شعورا و معنى و حياة. ألا يكون ذلك من مهام فلسفة جديدة في الفن تأخذ الجمال وتنزله ضمن أبعاد التجربة الانسانية كلها ؟
- مقاربة كمية يغدو فيها الجمال بعدا قابلا للقيس
- مقاربة اختزالية ترجع الجمال إلى معايير معطاة سلفا
- مقاربة نقدية تبحث خارج الأثر عما تفسره به
ضياع الجمال في ما ليس منه3) نحو استتيقا فلسفية
لعل استنقاذ الجمال من مخاطر النزعة التقنوية العلموية التي نمطت الإبداع الجمالي إنما يكون باستئناف مقاربته لا على جهة ما هو موضوعي فيه، و إنما على جهة ما فيه من أبعاد الحضور و التدفق شعورا و معنى و حياة. ألا يكون ذلك من مهام فلسفة جديدة في الفن تأخذ الجمال وتنزله ضمن أبعاد التجربة الانسانية كلها ؟
أ - الجمال تمظهر للفكرة الكلية
ب - الجمال انكشاف لحقيقة الوجود
ج - الجمال تعبير عن حقيقة الذات
د - الجمال حدس لحقيقة الواقع
هـ - الجمال تجربة معنىأ - الجمال تمظهر للفكرة الكلية” عندما نقول إن الجمال فكرة، نقصد بذلك أن الجمال و الحقيقة شيء واحد“ هيغل، الكتاب المدرسي ص 328
- الروح و هو يتعقل ذاته سعيا إلى إدراك حقيقته يتمظهر في العالم عبر أشكال وعي كالفن و الدين و الفلسفة، تتقدم تدريجيا من الحسي إلى العقلاني.
- الفن هو التمظهر الحسي لحركة تحقق الروح في التاريخ و تعقلها لذاتها
الحقيقة جوهر الفن موضوعا و غايةب - الجمال انكشاف لحقيقة الوجود” ما الذي يتم عمله في العمل الفني، إنه انفتاح الموجود على وجوده. هو حدوث الحقيقة ” هايدقير
” جوهر الفن وضع حقيقة الموجود نفسها في العمل الفني ” هايدقير، الكتاب المدرسي ص 345
- حقيقة الوجود شبيهة بالنور الذي تصعب رؤيته في ذاته. إنها لا تسمح بالاقتراب منها إلا في محايثتها للموجود إذ هي تضيء الموجود، و الوجود يلقي بنا بهذه الإنارة في المنفتح: التاريخاني.
- ظهور الوجود في الموجود لغة منتشرة على الفنان الإصغاء إلى هديرها: الأشياء تستجمع قوة أساسية بها يأتي الوجود صوبنا
و ينكشف. هذه الحقيقة تمتنع على الدراسة الموضوعية، حقيقة تريد أن تتكلم و أن تعلن عن نفسها بشكل شعري ينهض على نوع من الإنصات. الإنصات إلى نداء الوجود هو العمل الفني.
- هذا الانكشاف الذي يحصل للامرئي ليتجلى في المرئي هو الجمال أو الحقيقة في أبهى صورة شعرية.
- من بين ما يمكن أن يقرّبنا من ماهية الحقيقة بوصفها انكشافا هي التجربة الفنية.
- مصدر العمل الفني منهل لامرئي على الرغم من أنه قوة كاشفة،
و حقيقة هذا المنهل هي حقيقة الوجود ذاتها أي الحقيقة المحايثة للموجود الذي يمثّل المرئي و أشياءه.
الفن هو الحقيقة انكشافا و حضوراج - الجمال تعبير عن حقيقة الذات
” الفن و التاريخ، أقوى أداتين تعينان على البحث في الطبيعة الإنسانية... ولكي نجد الإنسان لا بد من أن نذهب إلى الشعراء العظام، إلى الكتاب التراجيديين أمثال شكسبير، و الكوميديين أمثال سرفنتاس، و إلى القصاصين المحدثين أمثال بلزاك و فلوبير و دستوفسكي. ليس الشعر محض محاكاة للطبيعة. الشعر و التاريخ هما قانون معرفتنا الذاتية“ كاسيرر، مقال في الإنسان ص 347
- الفن هو من ضمن الأشكال الرمزية كالدين و العلم و الفلسفة
و الأسطورة التي ينشئ عبرها الإنسان المعنى و الدلالة .
في الفن تتمثل الذات ذاتهاد - الجمال حدس لحقيقة الواقع
” ليس من هدف للفن إلا استبعاد كل ما يحجب عنا الحقيقة و الواقع لكي نكون وجها لوجه مع الواقع بالذات ” برقسون، الكتاب المدرسي ص 365
- نعيش محكومين بمواضعات اجتماعية/لغوية/قيمية/حسية/ذهنية ذات أغراض نفعية لا ترينا الواقع كما هو في ديمومته واتصاله بل في حدود ما تسمح به حاجات تلك المواضعة، ومن ثمت فكل فهم أو تعقل أو تعبير أو حكم لا يقول الحقيقة الأصلية للواقع.
- الفن يخترق كل تلك المواضعات لينفذ في شكل حدس إلى المحتوى العميق و الأصيل للعالم و للذات.
الفن رؤية تتصل خلالها روح الفنان بالحقيقة : الديمومةهـ - الجمال تجربة معنى” إن المصور ينبغي أن يخترقه العالم لا أن يخترق هو العالم.. إني أنتظر أن أكون مغمورا داخليا و مدفونا، إنني أصور لكي أبزغ. إن ما نسميه شهيقا إلهاما ينبغي أن يؤخذ بالمعنى الحرفي : فهناك حقيقة شهيق و زفير للوجود، هناك تنفس في الوجود، هناك فعل و انفعال لا يمكن تمييزهما بحيث لا نعود نعرف من الذي يرى و من الذي يرى“ الكتاب المدرسي ص 349
- التجربة الفنية انقطاع عن - النظرة اليومية الأداتية النفعية للعالم
- النظرة العلمية الموضوعية التقنية
- التجربة الفنية توحد الذاتي بالموضوعي بالمعنى الاحيائي
النظرة الفنية تمعين للعالم4) نحو مقاربة ايتيقية للجمال:ولكن...ألا يدل ذلك على أن الجمال قد يكون كيفية ما للوجود وللحياة ؟ ألا يدعو ذلك إلى مقاربة الجمالي، لا ضمن العلاقة بالحقيقة داخل الاستعادة الفلسفية للجمالي، و لكن ضمن أفق مغاير هو أفق الحياة ؟
فأي حياة تلك التي يدعونا إليها الجمال ؟ و كيف يمكن للجمالي أن يكون هو الحياة على نحو ما ؟
أ- الجمال إقبال على الحياة
ب - الجمال رمز أخلاقي
ج - الجمال تحرر و وعد بالسعادة
د - الجمال انفتاح على الكونيأ - الجمال إقبال على الحياة
”لقد علّمنا الفن على مدى آلاف السنين أن نظر إلى الحياة و إلى كل شكل من اشكالها باهتمام و متعة و أن نستدرج أحاسيسنا هذه إلى الحد الذي تصرخ فيه : أيا تكن هذه الحياة فهي جميلة“ نتشه،الكتاب المدرسي ص 357
” الفن لعب و رمز و احتفال ” غادامير، حقيقة و منهج ص 347
- في مقابل الحقيقة التي تنمّط و تموضع و تشيء الوجود، لنا الجمال الذي يعيد تسريح ما تعطل من ذواتنا و إحياء الحيوي فينا بعد إذ جمدته العقلانية.
- الفن هو ما وراء الخير و الشر، براءة و شراهة وجود.
الجمال ليس فقط أثرا أو عملا بل هو كيفية وجود : حرية، إقبال، امتلاء، انتشاء( ديونيزوس، زارادشت، زوربا.. )ب - الجمال رمز أخلاقي
” على الفنان أن يسعى إلى ابداع المثال بعد التوفيق بين الممكن و الضروري“ شيلر، الكتاب المدرسي ص 363
- وصل بين الجميل و الخير(اشتراك المعايير الجمالية و الأخلاقية: الحسن/القبيح، التجمّل)
- الجميل تهذيب للطبيعة الانسانية يرقى بها إلى مستوى الأخلاقية السامية (التطهّر).. الجمال إذ يؤهلنا للجلال.
- الجميل يطرد من الروح النزعات المعادية للمثل الأعلى للإنسانية فيؤهل الفرد إلى الامتثال طوعا إلى الواجب الأخلاقي.
الجمال تربية للجنس البشريج - الجمال تحرّر و وعد بالسعادة
” إن صفات الفن الجذرية، أي وضع الواقع القائم موضع اتهام و استحضار صورة جميلة للحياة، ترتكز تحديدا على الأبعاد التي بها يتجاوز الفن تعيينه الاجتماعي و ينعتق من عالم القول والسلوك المتواضع عليهما... و يفضي المنطق الداخلي للفن إلى بزوغ عقلانية و حساسية مغايرتين تتحديان العقلانية و الحساسية المندمجتين بالمؤسسات الاجتماعية السائدة“ ماركوز، البعد الجمالي ص 18
- كل حضارة هي ذات أساس قمعي يتمثل في التنظيم العقلاني والأخلاقي للرغبة و الانفعالات.
- قمع الحضارة المعاصرة يتمثل في سيطرة مبدأ النجاعة و المردودية على كل أبعاد الحياة الإنسانية :الإنسان ذو البعد الواحد
- هيمنة مبدأ النجاعة أنتج ”ذاتا بلا أفق“ مطلبها الوحيد استهلاك واتباعية نمطية.
- تسعى النزعة التقنوية إلى تبضيع منتجات الفن و استيعابها ضمن ذهنية الاستهلاك.
- الخيال الفني لا يمكن تنميطه و مأسسته.
- الخيال و البعد الجمالي هما أداتا نفي في صلب الحضارة القمعية قادران على تحرير الانسان من سطحية النزعة التقنوية و هيمنة مبدأ النجاعة.د - الجمال انفتاح على الكوني” إن الانسان بحاجة إلى أن يكون أكثر مما هو، فهو بحاجة إلى أن يكون إنسانا كليا، و هو لا يكتفي بأن يكون فردا منعزلا، و هو من خلال سأمه الذي يشكل الطابع الجزئي لحياته الفردية يطمح إلى الخروج نحو كلية يرجوها و يطلبها، إلى كلية الحياة، ويسعى إلى عالم أكثر وضوحا و عدلا، إلى عالم يكون له معنى. إنه يثور على فكرة فنائه داخل وجوده المحدود و ضمن الحدود العابرة
والعارضة لشخصيته الخاصة. هو يريد التوجه إلى شيء ما أكثر من مجرد الأنا، و أن يوحّد هذه الأنا المحدودة بوجود جماعي عن طريق الفن.“ فيشر، الكتاب المدرسي ص 362استنتاجات
- خضوع العين لسطوة الفكرة أو الاعتقاد يمنعها من أن ترى، و إذا رأت فلا ترى جمالا بل رمزا أو مجازا أو ايحاء يجعل المرئي إشارة إلى عوالم أخرى.
- لا تولد النظرة الجمالية للعالم إلا حين تتحرر العين من إرادة الالحاق و الارجاع، و لكي ترى جماليا فلا بد من ابتعاد ما عن الحقيقة بالمعنى الذي تكون فيه الحقيقة الغاء للرؤية و إمكانها.
- استقلالية الجمالي عن الاعتبارات الدينية و المنطقية و الأخلاقية يسمح بظهور مبحث موضوعه ذلك الاحساس الفريد بالجمال مقصودا لذاته، وذلك المبحث هو الاستتيقا.
- المبحث الجمالي ينظر في الجمال بمعزل عن المعرفي و الأخلاقي و الحرفي، أي الحقيقة و الخير و النافع لكي لا يبقي في ذلك الاحساس إلا على السرور الناتج عن المتعة النزيهة و الحرة.
- مع المبحث الجمالي نفهم أن الجمالية ابداع حر أساسها العبقرية، و أن تقبل الأثر الفني استمتاع أساسه حكم ذوقي متحرر من المنفعة.
- سيطرة التصور الوضعي للحقيقة على المقاربة الاستيتيقية قد يؤول بها إلى نزعة تنميطية من آثارها تغييب الجمالي في الأثر.
- ذلك ما يدعو إلى مقاربة فلسفية للفن تستعيد فيه أبعاده الحق : انكشاف الذات و الوجود، انعطاء معنى العالم.
- فلسفة الفن تسمح بنقل الجمال من مجال الإبداع إلى رحابة الحياة حيث يغدو موصولا ببعد إيتيقي يفتح على الكوني : الجمال
كيفية حياة و فن وجود : اقبال على الحياة، رمز أخلاقي، تحرر و وعد بالسعادة، توحد بالكوني...
ب - الجمال انكشاف لحقيقة الوجود
ج - الجمال تعبير عن حقيقة الذات
د - الجمال حدس لحقيقة الواقع
هـ - الجمال تجربة معنىأ - الجمال تمظهر للفكرة الكلية” عندما نقول إن الجمال فكرة، نقصد بذلك أن الجمال و الحقيقة شيء واحد“ هيغل، الكتاب المدرسي ص 328
- الروح و هو يتعقل ذاته سعيا إلى إدراك حقيقته يتمظهر في العالم عبر أشكال وعي كالفن و الدين و الفلسفة، تتقدم تدريجيا من الحسي إلى العقلاني.
- الفن هو التمظهر الحسي لحركة تحقق الروح في التاريخ و تعقلها لذاتها
الحقيقة جوهر الفن موضوعا و غايةب - الجمال انكشاف لحقيقة الوجود” ما الذي يتم عمله في العمل الفني، إنه انفتاح الموجود على وجوده. هو حدوث الحقيقة ” هايدقير
” جوهر الفن وضع حقيقة الموجود نفسها في العمل الفني ” هايدقير، الكتاب المدرسي ص 345
- حقيقة الوجود شبيهة بالنور الذي تصعب رؤيته في ذاته. إنها لا تسمح بالاقتراب منها إلا في محايثتها للموجود إذ هي تضيء الموجود، و الوجود يلقي بنا بهذه الإنارة في المنفتح: التاريخاني.
- ظهور الوجود في الموجود لغة منتشرة على الفنان الإصغاء إلى هديرها: الأشياء تستجمع قوة أساسية بها يأتي الوجود صوبنا
و ينكشف. هذه الحقيقة تمتنع على الدراسة الموضوعية، حقيقة تريد أن تتكلم و أن تعلن عن نفسها بشكل شعري ينهض على نوع من الإنصات. الإنصات إلى نداء الوجود هو العمل الفني.
- هذا الانكشاف الذي يحصل للامرئي ليتجلى في المرئي هو الجمال أو الحقيقة في أبهى صورة شعرية.
- من بين ما يمكن أن يقرّبنا من ماهية الحقيقة بوصفها انكشافا هي التجربة الفنية.
- مصدر العمل الفني منهل لامرئي على الرغم من أنه قوة كاشفة،
و حقيقة هذا المنهل هي حقيقة الوجود ذاتها أي الحقيقة المحايثة للموجود الذي يمثّل المرئي و أشياءه.
الفن هو الحقيقة انكشافا و حضوراج - الجمال تعبير عن حقيقة الذات
” الفن و التاريخ، أقوى أداتين تعينان على البحث في الطبيعة الإنسانية... ولكي نجد الإنسان لا بد من أن نذهب إلى الشعراء العظام، إلى الكتاب التراجيديين أمثال شكسبير، و الكوميديين أمثال سرفنتاس، و إلى القصاصين المحدثين أمثال بلزاك و فلوبير و دستوفسكي. ليس الشعر محض محاكاة للطبيعة. الشعر و التاريخ هما قانون معرفتنا الذاتية“ كاسيرر، مقال في الإنسان ص 347
- الفن هو من ضمن الأشكال الرمزية كالدين و العلم و الفلسفة
و الأسطورة التي ينشئ عبرها الإنسان المعنى و الدلالة .
في الفن تتمثل الذات ذاتهاد - الجمال حدس لحقيقة الواقع
” ليس من هدف للفن إلا استبعاد كل ما يحجب عنا الحقيقة و الواقع لكي نكون وجها لوجه مع الواقع بالذات ” برقسون، الكتاب المدرسي ص 365
- نعيش محكومين بمواضعات اجتماعية/لغوية/قيمية/حسية/ذهنية ذات أغراض نفعية لا ترينا الواقع كما هو في ديمومته واتصاله بل في حدود ما تسمح به حاجات تلك المواضعة، ومن ثمت فكل فهم أو تعقل أو تعبير أو حكم لا يقول الحقيقة الأصلية للواقع.
- الفن يخترق كل تلك المواضعات لينفذ في شكل حدس إلى المحتوى العميق و الأصيل للعالم و للذات.
الفن رؤية تتصل خلالها روح الفنان بالحقيقة : الديمومةهـ - الجمال تجربة معنى” إن المصور ينبغي أن يخترقه العالم لا أن يخترق هو العالم.. إني أنتظر أن أكون مغمورا داخليا و مدفونا، إنني أصور لكي أبزغ. إن ما نسميه شهيقا إلهاما ينبغي أن يؤخذ بالمعنى الحرفي : فهناك حقيقة شهيق و زفير للوجود، هناك تنفس في الوجود، هناك فعل و انفعال لا يمكن تمييزهما بحيث لا نعود نعرف من الذي يرى و من الذي يرى“ الكتاب المدرسي ص 349
- التجربة الفنية انقطاع عن - النظرة اليومية الأداتية النفعية للعالم
- النظرة العلمية الموضوعية التقنية
- التجربة الفنية توحد الذاتي بالموضوعي بالمعنى الاحيائي
النظرة الفنية تمعين للعالم4) نحو مقاربة ايتيقية للجمال:ولكن...ألا يدل ذلك على أن الجمال قد يكون كيفية ما للوجود وللحياة ؟ ألا يدعو ذلك إلى مقاربة الجمالي، لا ضمن العلاقة بالحقيقة داخل الاستعادة الفلسفية للجمالي، و لكن ضمن أفق مغاير هو أفق الحياة ؟
فأي حياة تلك التي يدعونا إليها الجمال ؟ و كيف يمكن للجمالي أن يكون هو الحياة على نحو ما ؟
أ- الجمال إقبال على الحياة
ب - الجمال رمز أخلاقي
ج - الجمال تحرر و وعد بالسعادة
د - الجمال انفتاح على الكونيأ - الجمال إقبال على الحياة
”لقد علّمنا الفن على مدى آلاف السنين أن نظر إلى الحياة و إلى كل شكل من اشكالها باهتمام و متعة و أن نستدرج أحاسيسنا هذه إلى الحد الذي تصرخ فيه : أيا تكن هذه الحياة فهي جميلة“ نتشه،الكتاب المدرسي ص 357
” الفن لعب و رمز و احتفال ” غادامير، حقيقة و منهج ص 347
- في مقابل الحقيقة التي تنمّط و تموضع و تشيء الوجود، لنا الجمال الذي يعيد تسريح ما تعطل من ذواتنا و إحياء الحيوي فينا بعد إذ جمدته العقلانية.
- الفن هو ما وراء الخير و الشر، براءة و شراهة وجود.
الجمال ليس فقط أثرا أو عملا بل هو كيفية وجود : حرية، إقبال، امتلاء، انتشاء( ديونيزوس، زارادشت، زوربا.. )ب - الجمال رمز أخلاقي
” على الفنان أن يسعى إلى ابداع المثال بعد التوفيق بين الممكن و الضروري“ شيلر، الكتاب المدرسي ص 363
- وصل بين الجميل و الخير(اشتراك المعايير الجمالية و الأخلاقية: الحسن/القبيح، التجمّل)
- الجميل تهذيب للطبيعة الانسانية يرقى بها إلى مستوى الأخلاقية السامية (التطهّر).. الجمال إذ يؤهلنا للجلال.
- الجميل يطرد من الروح النزعات المعادية للمثل الأعلى للإنسانية فيؤهل الفرد إلى الامتثال طوعا إلى الواجب الأخلاقي.
الجمال تربية للجنس البشريج - الجمال تحرّر و وعد بالسعادة
” إن صفات الفن الجذرية، أي وضع الواقع القائم موضع اتهام و استحضار صورة جميلة للحياة، ترتكز تحديدا على الأبعاد التي بها يتجاوز الفن تعيينه الاجتماعي و ينعتق من عالم القول والسلوك المتواضع عليهما... و يفضي المنطق الداخلي للفن إلى بزوغ عقلانية و حساسية مغايرتين تتحديان العقلانية و الحساسية المندمجتين بالمؤسسات الاجتماعية السائدة“ ماركوز، البعد الجمالي ص 18
- كل حضارة هي ذات أساس قمعي يتمثل في التنظيم العقلاني والأخلاقي للرغبة و الانفعالات.
- قمع الحضارة المعاصرة يتمثل في سيطرة مبدأ النجاعة و المردودية على كل أبعاد الحياة الإنسانية :الإنسان ذو البعد الواحد
- هيمنة مبدأ النجاعة أنتج ”ذاتا بلا أفق“ مطلبها الوحيد استهلاك واتباعية نمطية.
- تسعى النزعة التقنوية إلى تبضيع منتجات الفن و استيعابها ضمن ذهنية الاستهلاك.
- الخيال الفني لا يمكن تنميطه و مأسسته.
- الخيال و البعد الجمالي هما أداتا نفي في صلب الحضارة القمعية قادران على تحرير الانسان من سطحية النزعة التقنوية و هيمنة مبدأ النجاعة.د - الجمال انفتاح على الكوني” إن الانسان بحاجة إلى أن يكون أكثر مما هو، فهو بحاجة إلى أن يكون إنسانا كليا، و هو لا يكتفي بأن يكون فردا منعزلا، و هو من خلال سأمه الذي يشكل الطابع الجزئي لحياته الفردية يطمح إلى الخروج نحو كلية يرجوها و يطلبها، إلى كلية الحياة، ويسعى إلى عالم أكثر وضوحا و عدلا، إلى عالم يكون له معنى. إنه يثور على فكرة فنائه داخل وجوده المحدود و ضمن الحدود العابرة
والعارضة لشخصيته الخاصة. هو يريد التوجه إلى شيء ما أكثر من مجرد الأنا، و أن يوحّد هذه الأنا المحدودة بوجود جماعي عن طريق الفن.“ فيشر، الكتاب المدرسي ص 362استنتاجات
- خضوع العين لسطوة الفكرة أو الاعتقاد يمنعها من أن ترى، و إذا رأت فلا ترى جمالا بل رمزا أو مجازا أو ايحاء يجعل المرئي إشارة إلى عوالم أخرى.
- لا تولد النظرة الجمالية للعالم إلا حين تتحرر العين من إرادة الالحاق و الارجاع، و لكي ترى جماليا فلا بد من ابتعاد ما عن الحقيقة بالمعنى الذي تكون فيه الحقيقة الغاء للرؤية و إمكانها.
- استقلالية الجمالي عن الاعتبارات الدينية و المنطقية و الأخلاقية يسمح بظهور مبحث موضوعه ذلك الاحساس الفريد بالجمال مقصودا لذاته، وذلك المبحث هو الاستتيقا.
- المبحث الجمالي ينظر في الجمال بمعزل عن المعرفي و الأخلاقي و الحرفي، أي الحقيقة و الخير و النافع لكي لا يبقي في ذلك الاحساس إلا على السرور الناتج عن المتعة النزيهة و الحرة.
- مع المبحث الجمالي نفهم أن الجمالية ابداع حر أساسها العبقرية، و أن تقبل الأثر الفني استمتاع أساسه حكم ذوقي متحرر من المنفعة.
- سيطرة التصور الوضعي للحقيقة على المقاربة الاستيتيقية قد يؤول بها إلى نزعة تنميطية من آثارها تغييب الجمالي في الأثر.
- ذلك ما يدعو إلى مقاربة فلسفية للفن تستعيد فيه أبعاده الحق : انكشاف الذات و الوجود، انعطاء معنى العالم.
- فلسفة الفن تسمح بنقل الجمال من مجال الإبداع إلى رحابة الحياة حيث يغدو موصولا ببعد إيتيقي يفتح على الكوني : الجمال
كيفية حياة و فن وجود : اقبال على الحياة، رمز أخلاقي، تحرر و وعد بالسعادة، توحد بالكوني...
الأربعاء، 5 مايو 2010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)