الأحد، 17 مايو 2009

نص للتدرب على المنهجية

أدرك الآخرين في سلسلة تجارب متغيرة و منسجمة، و في الآن ذاته كموضوعات للعالم لا باعتبارها« أشياء» طبيعية، رغم أنها – بشكل ما – تعتبر كذلك. فالآخرون يظهرون لنا من خلال التجربة التي تتحكم نفسيا في الأجسام الفيزيولوجية التي يمتلكونها، فارتباط الآخرين بأجسامهم، باعتبارهم «موضوعات سيكولوجية »، دليل على أنهم يوجدون «في» العالم. بالإضافة الى ذلك، فأنا أدركهم في الآن نفسه كذوات من أجل هذا العالم ذاته. و هي ذوات تدرك العالم – الذي أدركه الأنا – و الذي من خلاله ستتوفر على تجربتي أنا، مثلما أتوفر أنا على تجربة العالم و من خلاله تجربة الآخرين.
توجد في .. تجربة « العالم » و« الآخرين ».. ليس كما لو كان ذلك عملا لنشاطي التركيبي الخاص بشكل ما بل كعالم غريب بالنسبة لي، موجود لدى كل واحد منا، و سهل البلوغ من طرف كل واحد من خلال « موضوعاته». و مع ذلك، فلكل تجاربه الخاصة بها، و وحدات تجاربه و ظواهره الخاصة به. إن عالم التجربة موجود « في ذاته» خلافا لكل الذوات التي تدركه و لكل الظواهر باعتبارها مجموعة من العوالم. فكيف السبيل لفهم هذا ؟ .. لقد قدم المشكل أولا بوصفه مشكلا خاصا يتعلق بموضوع « وجود الغير بالنسبة إلي»، و من ثم شكل نظرية ترنسندنتالية حول تجربة الآخر.. و لكن قيمة نظرية كهاته سرعان ما يتبين أنها أكبر بكثير مما تبدو عليه لأول وهلة، فهي تقدم في الوقت نفسه قواعد نظرية ترنسندنتالية للعالم الموضوعي.
إن من بين معاني الوجود في العالم، أن فعل الوجود خاص بكل واحد منا، و هي خاصية تفهم بشكل مشترك كلما تحدثنا عن الواقع الموضوعي، و بالضبط بالمعنى الذي تتخذه كلمة الطبيعة بما هي طبيعة موضوعية.
Husserl,Méditations cartésiennes,Trad.G.Peiffer et E.Lévinas,Vrin, 1992, pp.150-152
المهام
* ضمن أية شروط يكون إدراك الآخر ممكنا؟
* ما الذي يؤسس للتمايز بين الأنا والآخر؟
* ما الذي يجعل من اللقاء بالآخر ممكنا؟
* هل يمكن أن يختزل الوعي بالآخر حقيقة الأنا؟
لمراجعة الاصلاح أنظر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا