الجمعة، 23 أكتوبر 2009

الموضوع : الزوج المفهومي



وثيقة من إعداد الأستاذ: محسن الشّعابي


الموضوع : الزوج المفهومي



يقوم هذا النوع من المواضيع على إقامة علاقة بين مفهومين أو معنيين، وان بدا هذا النوع غير متداول كثيرا ؛ لنأخذ مثالا على ذلك: الجمال والحقيقة، أو السعادة والرفاه، المساواة والإنصاف، العمل والسعادة، التواصل والكونية...

- إنّ هذا الشّكل من المواضيع يطرح مشكلا مفترضا لكنه غير محدد.

- يحيل الموضوع إلى سياقات متعددة.

- كلية المفهوم واختزاله لمعاني كثيرة.

- إنّ الترابط العضوي بين المفهومين هو الذي يشكل المشكل الذي وجب معالجته.

- نلاحظ أنّ مقارنة المفهومين تكشف عن بعد أساسي يتصل بالمعيش ويكتسب أهمية في مجالات متعددة للتفكير.

- إنّ المطلوب معرفة أي علاقة يمكن تأسيسها بين هذا المفهم وذاك.

- وجب إعداد تخطيط يتسم بحركية التفكير من خلال أشكلة العلاقة والتركيز عليها.

- لا يوجد معنى معطى للموضوع وإنما يتعلق الأمر بمقارنة بين مفهومين أومواجهة.

- إنّ المشكل الفلسفي يكمن في استشكال العلاقة بين المفهومين.

- إنّ البحث يهدف أساسا إلى كشف أو بلورة مختلف التداخلات الممكنة للعلاقة المقترحة وبالتالي تحديد طبيعة العلاقة ومضمونها الحقيقي وبالأخص تحديد مختلف الصيغ التي تكوّن الإشكالية.

كيف نعالج الموضوع؟

إنّ أحسن طريقة لمعالجة الموضوع في مقاربة أولية هي طرح سؤال: ماهي الدواعي التي تقود إلى إقامة علاقة بين هذين المعنيين؟ ثم ما الذي يدفع إلى مواجهة هذين المفهومين؟

يكفي أن نجيب عن هذا السؤال بالإستعانة بوجهتي النظر المختلفتين ولكن المتكاملتين.

ما الذي يجعل التقابل، التقارب، الواجهة بين المفهومين أمر لازم؟

أو في أي إطار لا يمكن للمفهومين أن يحددا أو يعرفا إلا في علاقة متبادلة بينهما؟

هل العلاقة المقترحة بينهما تغطي علاقة واقعية موجودة في مجال الممارسة؟ هل هذه العلاقة بناءة؟

في أي سياق؟ تحت أي أسباب؟ من أجل أي أهداف يحق لنا أن نقيم علاقة؟ هل في سياق تاريخي أو ثقافي أو أنتروبولوجي ما تطرح العلاقة؟

1 لمَ نواجه بين معنين؟ وهل هذه المواجهة لامفر منها؟

2 هل التقارب المقترح بين الموضوعين يحيل إلى علاقة واقعية.

3 في أي سياق وتحت أي أسباب ومن أجل أي هدف؟



المضامين الممكنة للعلاقة:

مقارنة منطقية: تقاطع، تخارج، تضمن...

علاقة قائمة على التناظر، تناسب: مختلفان لكن لهما نفس البناء.

علاقة ذات بعد واقعي.

الضرورة التبادلية: يتبادل المفهومان المواقع: السبب يتحول إلى نتيجة والعكس.

توجد تقنيتان لبناء علاقة بين المفهومين:

1- التساؤل حول المبرر من وراء العلاقة: مثال: هل يوجد في هذا المعنى ما يحتمل علاقة ما بالمعنى الآخر؟ هل في هذا المعنى ما يتطلب حضور المعنى الآخر؟

2- تنويع مجالات التطبيق أو العلاقة بين المفهومين: معالجة العلاقة بين المفهومين في ميدان معين ثم في ميدان آخر مع التساؤل: هل يحمل معنى معين في كل ميدان وما طبيعة العلاقة؟ تطابق، تفاعل، تجاور، اختلاف...

العمل التحضيري:

1- التساؤل عن دواعي إقامة علاقة بين مفهومين: ما الذي يحملنا على مواجهة مفهومين؟

2- النظر في أوجه العلاقة الممكنة بين المفهومين: تنافر، تقاطع، مماثلة، اشتقاقية، تبادل، تلازم...

3- رصد المجالات التي تتعين داخلها هذه العلاقة لجعلها علاقة ذات دلالة.

4- تعيين مرجعيات ممكنة لمعالجة الموضوع.

اقتراح تخطيط:

مقدمة: تمهيد: دواعي إقامة علاقة بين المفهومين.

طرح المشكل: ماهي طبيعة العلاقة بين المفهومين؟ هل تقوم على هذا الشكل أم على شكل آخر؟( تقليب أوجه العلاقة)، ما هي فضاءات التفكير التي تتنزل فيها؟ ما هي المسارات الواقعية التي تجسد ذلك؟ وما الهدف المنشود من وراء دراسة هذه العلاقة؟

الجوهر: التحليل

-لحظة أولى: تحديد أولي للمفهومين بما يفضي إلى الشّروع في تناول العلاقة.

- لحظة ثانية: تقليب أوجه العلاقة وتمعينها: مثال علاقة تقارب ثم علاقة تباعد أو العكس، إقصاء أو تضايف ...( نلاحظ أن الموضوع هو الذي يفرض نوعية المقاربة)

- لحظة ثالثة: تنزيل العلاقة ضمن حقل إشكالي وسياقات فلسفية أنتروبولوجية إبستيمولوجية...

- يمكن تخيّر علاقة بعينها ثم تحديد الرّهان من وراء دراسة العلاقة.

ملاحظة: لا وجود لنقاش في مثل هذا النوع من المواضيع.

ملاحظة: يمكن تخير معنى وسيط أو مفهوم ثالث يتجاوز السابقين .















الموضوع: العمل والعدالة.*

العمل التحضيري

1- المفهمة

* العمل: ممارسة إنسانية يجتمع فيها الفكر والحركة من أجل تحويل الطبيعة أو الأشياء إلى حاجات إنسانية. يمكن كذلك أن يكون في مجال فكري إنتاجا هادفا للأفكار وهو في كل الحالات يمارس اجتماعيا في علاقة بالآخرين فيتنزل قيميا، أخلاقيا وسياسيا ويتنزل ميتافيزيقا في علاقة بالماهية والاعتبار ومعنى الوجود.

* العدالة: مطلب يطرح في مجال علاقة الفرد بغيره وتفيد العدالة (Justice فرنسية، من اللاتينية Justitia، منJustus "Just" عدل، إنصاف) مفهوم يقتضي ضمناً معاملة منصفة، أخلاقية ونزيهة مع كل الناس. وفي معناه الأكثر عمومية، يعني انسجام الأفراد مع ما يستحقونه فعلياً أو هم جديرون به، أو في معنى ما هم مؤهلون له (المفهوم اللاتيني الكلاسيكي لـ unicuique suum). فالعدالة مفهوم أساسي على نحو خاص في معظم أنظمة "القانون"، ويصنف إلى حد كبير مع القيم والتقاليد الاجتماعية المؤسَّسة والمعتبرة. ومن منظور البراغماتية، العدالة هي المسمى للنتيجة العادلة. وفي إطار العمل تحيل العدالة إلى ما ينتظره العامل من تكافئ بين جهده وأجره من إنصاف وبينه وبين زملائه وأرباب العمل من مساواة.

تتنزل العدالة إذا في إطار القيم الأخلاقية والسياسية لتواجه قيما أخرى مثل الاستغلال والاستبداد والتي هي بدورها متأثرة بمعايير قيمية أخرى تهيمن على التوجهات الاجتماعية مثل النجاعة والمردودية والتكالب على الربح.

الصيغة:

زوج مفهومي في علاقة جدلية تحظر فيه العدالة في إطار ما يحف بالعمل من قيم ونتائج ويواجه العمل قيم أخرى وظروفا تحيد به عن معالمه الإنسانية فيحتاج وعيا قيميا ملازما لإنقاذ اعتبار الإنسان وحفظ حقوقه .

كشف علاقات التواصل والتنافر بين المفهومين بما يعمق الوعي بالقضايا الإنسانية التي تحف بعلاقتهما نحو بلورة موقف إنساني كوني يعيد تمثل ظروف العمل وفق القيم السامية للعدالة .

التمهيد:

يمكن الانطلاق من الإشارة إلى تعاظم القلق الإنساني المعاصر حول ظروف العمل وما يحيط بها من استغلال وتراجع لاعتبار العامل مما يستدعي مراجعة مفاهيم أساسية مرتبطة بالعمل أساسها مفهوم العدالة

طرح الاشكال:

أي قيمة للعدالة في واقع العمل؟ والى مدى يمكن لايتيقا العدالة مواجهة واقع العمل؟



الجوهر:

مدخل مفاهيمي ينزل العمل كممارسة تحيط بها دائما ظروف اجتماعية اقتصادية وتقنية وسياسية تحدد وضعيتها وتفرض عليها نظامية ما تحدد العلاقة بين جهد العامل والأجر وعلاقات العمل والمردودية. وتنزيل العدالة كمطلب يريد به الإنسان تفعيل قيم فرعية مثل الإنصاف والمساواة بحثا على ما يحفظ حقوق العامل واعتباره وتكافئ جهده وكفاءته وأجره.

المستوى الأول:

كشف العلاقة المتأزمة بين العمال وأرباب العمل من جهة والظروف الاقتصادية والسياسية العامة للمجتمع من جهة أخرى والتي أثارت قلق الإنسان في العمل تجاه قيمة العدالة المفقودة وذلك ببيان :

1- أن العامل يعاني من عدم تكافئ بين جهده وأجره نظرا لتكالب أرباب العمل على الربح دون إنصاف العمال وهذا ما نكتشفه في مظاهر مختلفة للاستغلال والاضطهاد وسلب الحقوق وبالتالي غياب العدالة كمطلب إنساني يتطلع إليه العمال بحثا عن حقوقهم في الأجر وحفظا لاعتبارهم الإنساني المسلوب.

2- إن الظروف الاقتصادية والسياسية العامة تمثل عقلنة نظامية للاستغلال والاضطهاد تدفع خاصة في الأنظمة الرأسمالية أو اقتصاد السوق إلى سيادة قيم المردودية والنجاعة دون اعتبار للعدالة الاجتماعية وحقوق العمال ولابد من الانتباه إلى العلاقة الوثيقة بين الاستغلال المباشر الذي يمارسه أرباب العمل و هذه التوجهات الاجتماعية.

المستوى الثاني:

1- الانتقال إلى كشف الوعي بمشكل العدالة كمطلب إنساني مباشر يتطلع إليه العمال وكقضية كونية لابد أن يطرحها الفكر في توجهاته النقدية للظروف الاجتماعية حيث الاستلاب والاغتراب لقيم العدالة في قيم النجاعة والمردودية خاصة وأن الحل الاشتراكي قد وقع هو الآخر في بيروقراطية قد استعادت الطبقية في سيطرة رجال الدولة .

2- تنزيل هذه القضية تنزيلا ايتيقيا في المساعي التأسيسية الإنسانية نحو التكامل والتكافل والتساوي بين أفراد المجتمع دون ميز عنصري على أساس الجنس أو اللون أو المرتبة الاجتماعية وضد الجشع والنهم وهضم حقوق العمال نحو التحرر من المفاهيم النظامية المغتربة في الأنظمة الاستغلالية والتفكير خارجها في ما يجب أن يكون عليه الإنسان اعتبارا وماهية.

خاتمة:

يمكن الانتهاء إلى عمق الأزمة القائمة في المجتمعات المعاصرة الرأسمالية والاشتراكية في ما يخص العدالة الاجتماعية وحيرة المساعي الايتيقية الباحثة على البدائل.



*محاولة مأخوذة من الإنترنت بتصرف





مراجعة الموضوع

محسن الشعابي الخميس 22 أكتوبر 2009 - 9:30



وثيقة من إعداد الأستاذ: محسن الشّعابي

الموضوع : الزوج المفهومي



يقوم هذا النوع من المواضيع على إقامة علاقة بين مفهومين أو معنيين، وان بدا هذا النوع غير متداول كثيرا ؛ لنأخذ مثالا على ذلك: الجمال والحقيقة، أو السعادة والرفاه، المساواة والإنصاف، العمل والسعادة، التواصل والكونية...

- إنّ هذا الشّكل من المواضيع يطرح مشكلا مفترضا لكنه غير محدد.

- يحيل الموضوع إلى سياقات متعددة.

- كلية المفهوم واختزاله لمعاني كثيرة.

- إنّ الترابط العضوي بين المفهومين هو الذي يشكل المشكل الذي وجب معالجته.

- نلاحظ أنّ مقارنة المفهومين تكشف عن بعد أساسي يتصل بالمعيش ويكتسب أهمية في مجالات متعددة للتفكير.

- إنّ المطلوب معرفة أي علاقة يمكن تأسيسها بين هذا المفهم وذاك.

- وجب إعداد تخطيط يتسم بحركية التفكير من خلال أشكلة العلاقة والتركيز عليها.

- لا يوجد معنى معطى للموضوع وإنما يتعلق الأمر بمقارنة بين مفهومين أومواجهة.

- إنّ المشكل الفلسفي يكمن في استشكال العلاقة بين المفهومين.

- إنّ البحث يهدف أساسا إلى كشف أو بلورة مختلف التداخلات الممكنة للعلاقة المقترحة وبالتالي تحديد طبيعة العلاقة ومضمونها الحقيقي وبالأخص تحديد مختلف الصيغ التي تكوّن الإشكالية.

كيف نعالج الموضوع؟

إنّ أحسن طريقة لمعالجة الموضوع في مقاربة أولية هي طرح سؤال: ماهي الدواعي التي تقود إلى إقامة علاقة بين هذين المعنيين؟ ثم ما الذي يدفع إلى مواجهة هذين المفهومين؟

يكفي أن نجيب عن هذا السؤال بالإستعانة بوجهتي النظر المختلفتين ولكن المتكاملتين.

ما الذي يجعل التقابل، التقارب، الواجهة بين المفهومين أمر لازم؟

أو في أي إطار لا يمكن للمفهومين أن يحددا أو يعرفا إلا في علاقة متبادلة بينهما؟

هل العلاقة المقترحة بينهما تغطي علاقة واقعية موجودة في مجال الممارسة؟ هل هذه العلاقة بناءة؟

في أي سياق؟ تحت أي أسباب؟ من أجل أي أهداف يحق لنا أن نقيم علاقة؟ هل في سياق تاريخي أو ثقافي أو أنتروبولوجي ما تطرح العلاقة؟

1 لمَ نواجه بين معنين؟ وهل هذه المواجهة لامفر منها؟

2 هل التقارب المقترح بين الموضوعين يحيل إلى علاقة واقعية.

3 في أي سياق وتحت أي أسباب ومن أجل أي هدف؟



المضامين الممكنة للعلاقة:

مقارنة منطقية: تقاطع، تخارج، تضمن...

علاقة قائمة على التناظر، تناسب: مختلفان لكن لهما نفس البناء.

علاقة ذات بعد واقعي.

الضرورة التبادلية: يتبادل المفهومان المواقع: السبب يتحول إلى نتيجة والعكس.

توجد تقنيتان لبناء علاقة بين المفهومين:

1- التساؤل حول المبرر من وراء العلاقة: مثال: هل يوجد في هذا المعنى ما يحتمل علاقة ما بالمعنى الآخر؟ هل في هذا المعنى ما يتطلب حضور المعنى الآخر؟

2- تنويع مجالات التطبيق أو العلاقة بين المفهومين: معالجة العلاقة بين المفهومين في ميدان معين ثم في ميدان آخر مع التساؤل: هل يحمل معنى معين في كل ميدان وما طبيعة العلاقة؟ تطابق، تفاعل، تجاور، اختلاف...

العمل التحضيري:

1- التساؤل عن دواعي إقامة علاقة بين مفهومين: ما الذي يحملنا على مواجهة مفهومين؟

2- النظر في أوجه العلاقة الممكنة بين المفهومين: تنافر، تقاطع، مماثلة، اشتقاقية، تبادل، تلازم...

3- رصد المجالات التي تتعين داخلها هذه العلاقة لجعلها علاقة ذات دلالة.

4- تعيين مرجعيات ممكنة لمعالجة الموضوع.

اقتراح تخطيط:

مقدمة: تمهيد: دواعي إقامة علاقة بين المفهومين.

طرح المشكل: ماهي طبيعة العلاقة بين المفهومين؟ هل تقوم على هذا الشكل أم على شكل آخر؟( تقليب أوجه العلاقة)، ما هي فضاءات التفكير التي تتنزل فيها؟ ما هي المسارات الواقعية التي تجسد ذلك؟ وما الهدف المنشود من وراء دراسة هذه العلاقة؟

الجوهر: التحليل

-لحظة أولى: تحديد أولي للمفهومين بما يفضي إلى الشّروع في تناول العلاقة.

- لحظة ثانية: تقليب أوجه العلاقة وتمعينها: مثال علاقة تقارب ثم علاقة تباعد أو العكس، إقصاء أو تضايف ...( نلاحظ أن الموضوع هو الذي يفرض نوعية المقاربة)

- لحظة ثالثة: تنزيل العلاقة ضمن حقل إشكالي وسياقات فلسفية أنتروبولوجية إبستيمولوجية...

- يمكن تخيّر علاقة بعينها ثم تحديد الرّهان من وراء دراسة العلاقة.

ملاحظة: لا وجود لنقاش في مثل هذا النوع من المواضيع.

ملاحظة: يمكن تخير معنى وسيط أو مفهوم ثالث يتجاوز السابقين .















الموضوع: العمل والعدالة.*

العمل التحضيري

1- المفهمة

* العمل: ممارسة إنسانية يجتمع فيها الفكر والحركة من أجل تحويل الطبيعة أو الأشياء إلى حاجات إنسانية. يمكن كذلك أن يكون في مجال فكري إنتاجا هادفا للأفكار وهو في كل الحالات يمارس اجتماعيا في علاقة بالآخرين فيتنزل قيميا، أخلاقيا وسياسيا ويتنزل ميتافيزيقا في علاقة بالماهية والاعتبار ومعنى الوجود.

* العدالة: مطلب يطرح في مجال علاقة الفرد بغيره وتفيد العدالة (Justice فرنسية، من اللاتينية Justitia، منJustus "Just" عدل، إنصاف) مفهوم يقتضي ضمناً معاملة منصفة، أخلاقية ونزيهة مع كل الناس. وفي معناه الأكثر عمومية، يعني انسجام الأفراد مع ما يستحقونه فعلياً أو هم جديرون به، أو في معنى ما هم مؤهلون له (المفهوم اللاتيني الكلاسيكي لـ unicuique suum). فالعدالة مفهوم أساسي على نحو خاص في معظم أنظمة "القانون"، ويصنف إلى حد كبير مع القيم والتقاليد الاجتماعية المؤسَّسة والمعتبرة. ومن منظور البراغماتية، العدالة هي المسمى للنتيجة العادلة. وفي إطار العمل تحيل العدالة إلى ما ينتظره العامل من تكافئ بين جهده وأجره من إنصاف وبينه وبين زملائه وأرباب العمل من مساواة.

تتنزل العدالة إذا في إطار القيم الأخلاقية والسياسية لتواجه قيما أخرى مثل الاستغلال والاستبداد والتي هي بدورها متأثرة بمعايير قيمية أخرى تهيمن على التوجهات الاجتماعية مثل النجاعة والمردودية والتكالب على الربح.

الصيغة:

زوج مفهومي في علاقة جدلية تحظر فيه العدالة في إطار ما يحف بالعمل من قيم ونتائج ويواجه العمل قيم أخرى وظروفا تحيد به عن معالمه الإنسانية فيحتاج وعيا قيميا ملازما لإنقاذ اعتبار الإنسان وحفظ حقوقه .

كشف علاقات التواصل والتنافر بين المفهومين بما يعمق الوعي بالقضايا الإنسانية التي تحف بعلاقتهما نحو بلورة موقف إنساني كوني يعيد تمثل ظروف العمل وفق القيم السامية للعدالة .

التمهيد:

يمكن الانطلاق من الإشارة إلى تعاظم القلق الإنساني المعاصر حول ظروف العمل وما يحيط بها من استغلال وتراجع لاعتبار العامل مما يستدعي مراجعة مفاهيم أساسية مرتبطة بالعمل أساسها مفهوم العدالة

طرح الاشكال:

أي قيمة للعدالة في واقع العمل؟ والى مدى يمكن لايتيقا العدالة مواجهة واقع العمل؟



الجوهر:

مدخل مفاهيمي ينزل العمل كممارسة تحيط بها دائما ظروف اجتماعية اقتصادية وتقنية وسياسية تحدد وضعيتها وتفرض عليها نظامية ما تحدد العلاقة بين جهد العامل والأجر وعلاقات العمل والمردودية. وتنزيل العدالة كمطلب يريد به الإنسان تفعيل قيم فرعية مثل الإنصاف والمساواة بحثا على ما يحفظ حقوق العامل واعتباره وتكافئ جهده وكفاءته وأجره.

المستوى الأول:

كشف العلاقة المتأزمة بين العمال وأرباب العمل من جهة والظروف الاقتصادية والسياسية العامة للمجتمع من جهة أخرى والتي أثارت قلق الإنسان في العمل تجاه قيمة العدالة المفقودة وذلك ببيان :

1- أن العامل يعاني من عدم تكافئ بين جهده وأجره نظرا لتكالب أرباب العمل على الربح دون إنصاف العمال وهذا ما نكتشفه في مظاهر مختلفة للاستغلال والاضطهاد وسلب الحقوق وبالتالي غياب العدالة كمطلب إنساني يتطلع إليه العمال بحثا عن حقوقهم في الأجر وحفظا لاعتبارهم الإنساني المسلوب.

2- إن الظروف الاقتصادية والسياسية العامة تمثل عقلنة نظامية للاستغلال والاضطهاد تدفع خاصة في الأنظمة الرأسمالية أو اقتصاد السوق إلى سيادة قيم المردودية والنجاعة دون اعتبار للعدالة الاجتماعية وحقوق العمال ولابد من الانتباه إلى العلاقة الوثيقة بين الاستغلال المباشر الذي يمارسه أرباب العمل و هذه التوجهات الاجتماعية.

المستوى الثاني:

1- الانتقال إلى كشف الوعي بمشكل العدالة كمطلب إنساني مباشر يتطلع إليه العمال وكقضية كونية لابد أن يطرحها الفكر في توجهاته النقدية للظروف الاجتماعية حيث الاستلاب والاغتراب لقيم العدالة في قيم النجاعة والمردودية خاصة وأن الحل الاشتراكي قد وقع هو الآخر في بيروقراطية قد استعادت الطبقية في سيطرة رجال الدولة .

2- تنزيل هذه القضية تنزيلا ايتيقيا في المساعي التأسيسية الإنسانية نحو التكامل والتكافل والتساوي بين أفراد المجتمع دون ميز عنصري على أساس الجنس أو اللون أو المرتبة الاجتماعية وضد الجشع والنهم وهضم حقوق العمال نحو التحرر من المفاهيم النظامية المغتربة في الأنظمة الاستغلالية والتفكير خارجها في ما يجب أن يكون عليه الإنسان اعتبارا وماهية.

خاتمة:

يمكن الانتهاء إلى عمق الأزمة القائمة في المجتمعات المعاصرة الرأسمالية والاشتراكية في ما يخص العدالة الاجتماعية وحيرة المساعي الايتيقية الباحثة على البدائل.



*محاولة مأخوذة من الإنترنت بتصرف
































































































































































































































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا